facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مضر بدران في ذكرى رحيله الثانية


أحمد الحوراني
22-04-2025 11:12 AM

قبل عامين من الان انتقل مضر بدران الى رحمة الله تعالى وافضى إلى جوار ربّه، والكتابة عنه مهمة صعبة ومسألة ليست بالهيّنة لأكثر من سبب لعل أولها تلك الجوانب المتعددة التي اكتنفت حياته السياسية بالنظر إلى حجم المساحات التي أشغلها في مراكز صنع القرار في الدولة الأردنية سواء في منصبه الأهم كرئيس للحكومة الأردنية لثلاث مرات بين عامي ستة وسبعين حتى سنة واحد وتسعين من القرن الماضي، أو إبّان عمله مديرًا للمخابرات في فترة كانت بالغة الذروة في دقتها وحساسية ومفصلية الأحداث التي جرت حينئذ، أو عندما تولى رحمه الله رئاسة الديوان الملكي وفيما بعد وزيرًا للتربية والت?ليم وعينًا في مجلس الملك وغيرها من المناصب التي ظلّ فيها جميعها رجل الدولة المتيقظ الحاضر الذهن والمدفوع في كل عمل قام به بحبه لمليكه وإخلاصه للعرش الهاشمي وتعلقه بتراب الأردن الذي خرج منه وعاد إليه عن عمر تعداده بالسنوات بلغ التاسعة والثمانين بيد أنه كان أضعاف ذلك بحسابات رحلة الكفاح والانجازات والتضحيات التي أسهم من خلالها بتشييد معالم النهضة والعمران في المملكة.

بدران كان حصيفًا وصاحب رأي ورؤية بل ومدرسة في الخبرة والحكمة والنظرة إلى إدارة دفّة مسائل الحكم في الدولة، وكانت له مبادئه التي تمسك بها وكانت عروة وثقى لم تنفصم عُراها وكانت تلك هي قناعاته التي دافع عنها طالما كانت تنسجم مع ما يراه يصب في خانة تحقيق المصالح العليا للوطن وكان ذلك على امتداد سنوات عمله متوافقًا ومنسجمًا ويتم بالتشاور والأخذ بالرأي والرأي الآخر ويحظى بتأييد ودعم قائده المغفور له الملك الحسين بن طلال الذي رأى فيه رجلًا مناسبًا لكل منصب أسنده إليه في ضوء الامكانيات العلمية والخبرات الإدارية والمهارات القيادية التي تمتع بها وأثبتت الأيام صحتها وصوابية غاياتها وأهدافها، وبهذا كان أبو عماد رحمه الله قد تميز بوضوح الرؤية والقدرة على تحديد الأهداف، وهما صفتان أساسيتان لا بد أن تتوفرا في القائد الناجح في كل المواقع، وقد جعله ذلك – تقديرًا- يصيب الرؤية مرتين: الأولى في حُسن أداء مهامه ومسؤولياته الجسام وتحقيق أقصى درجات النجاح فيها، والثانية في كسب احترام وثقة جلالة الملك من جانب أهم، وكذلك حيازته على ود ومحبة العاملين معه كفريق واحد وتحفيزهم على القيام بواجباتهم بأحسن صورة ممكنة.

عندما أصدر كتابه «القرار» كان مُدركًا ومتيقّنًا أن الرجل عندما يكتب سيرته بنفسه فإنه لن يُشرّق فيها ولن يُغرّب كما يفعل الآخرون ممن يتصدون لهذه المهمة بعد وفاة صاحبها، فيغمطونه حقّه أو يبالغون في وصف انجازاته وعطائه فيصبح «الزايد أخو الناقص» فتأتي المكمّلات على المكوّنات الرئيسية فتُفقدُ الأخيرة هيبتها، لذا كان القرار الذي أراد به أن يخط مفاصل رآها مهمة في حياته ويصفها ويكتبها ويدوّنها كما هي بلا زيادة أو نقصان وبلا تصنّع أو تكلف على صعيد آخر، وعليه نال الكتاب استحسان كل من قرأه عندما أبدع صاحبه «بدران» في?اختزال حياته وخبراته التي ارتقت به إلى أعلى المناصب في الدولة.

نهاية حتمية لكل من على وجه الأرض مصداقًا لقوله تعالى «ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام» وإذا كان الموت واحدًا والجميع مُقدّر له أن يتوسّد الثرى، فإن بقاء سيرة الكبار أمثال مضر بدران لا شك أنها تبقى حاضرة بفعل ما كان منه في حياته ما يجعل ذكره خالدًا أبدًا، وأكرر ما ابتدأت به أن الكتابة عن أبي عماد مجازفة ليس لمثلي أن يقوم بها إلا في إطار الحديث عن رجل دولة فذ ومثابر و"دينامو» في مكان ذهب إليه أو موقع شغله





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :