محاولات " توطين السلاح" ! كيف نفهم أزمة حماس الخارج و الاخوان في الاردن ؟
د. محمد البطاينة
23-04-2025 04:43 PM
تكشف خلايا " توطين السلاح " في افاداتها ان فكرة انشاء تنظيم خاص " مسلح " قد بدأت منتصف عام ٢٠٢١ اي في فترة بروفة السابع من اكتوبر المعروفة إعلامياً بمعركة سيف القدس ؛ شكلت هبة القدس شرارة النُبل الذي كاد ان يخلف ذلك الفساد الكبير والذي تقاطعت عند اصحابه في تلك اللحظة " شرعية المقاومة " المتناغمة تحت ضغط ازمتها مع" مشروع التمدد الايراني" في القطعة المفقودة لايران من المنطقة_ في الاردن_ بما عُرف بوحدة الساحات ؛ كانت تلك التقاطعات متوقعة و مقروءة ببساطة للأجهزة الأمنية فقناة ايران لم تلن في محاولة الولوج لحصون الدولة عبر حصان طروادة " مشروع المقاومة"، ومن البديهي لكل متابع فما بالك بأجهزة امنية اردنية احترافية ان حماس الخارج عملت و تعمل تحت غطاء الإخوان لإنشاء تنظيمات وخلايا عسكرية لا سيما بعد ابتلاعها الإخوان في الاردن و اذعان الأخيرة لها سياسياً و تنظيمياً وهنا سيُمارس الاخوان غض الطرف بشماعة العمل الفردي و ستتظاهر مؤسسات الدولة بغض الطرف ايضاً ليس لان هذه الاعمال شرعية بل لتكمل تشكيل لوحة التنظيم العسكري و بواعثة المرتبطة بصيرورة الحرب على غزة و مآلات المشروع الايراني و التحولات الحمساوية الداخلية ؛ ان هذه الخلايا العسكرية الموضوعة تحت الرقابة و السيطرة المُحكمة كان يمكن هضمها كما هُضمت محاولات تهريب السلاح على مدار الأعوام السابقة بيدَ ان التصنيع ليس كالتهريب؛ ذلكَ ان التصنيع ينطوي على توطين للسلاح مرتبطٍ باجندات خارجية و تتكشف دوافع تلك الاجندات في الهتافات المسيئة بالمظاهرات و استعار الحملة في الأشهر الاخيرة على الاردن قيادةً و مؤسسات و دولة .
لقد وضعت هذه الحملة" المعيبة" على النظام في مواقع التواصل الاجتماعي متبوعةً بالهتافات المسيئة لمؤسسات الدولة في المظاهرات اللمسة الاخيرة على مشهدية الصورة فإذا كانت هياكل الصواريخ والطائرات المسيرة قد تم تصميمها بالفعل فذخيرتها العقائدية و التحريضية جاهزة فمن الممكن أن تصوب فعلياً تجاه الدولة و مؤسساتها بعد "صهينتها"( لما لا )؛ وعلى ذلك قامت الدولة باعادة تقدير المواقف و المخاوف تجاه الإخوان بالجملة و المفرق جماعةً و حزباًو" تنظيما عسكرياً".
دولياً ؛ مع تداعي السقوط المدوي لحصون الصد الايرانية في المنطقة واحدةً تلو الاخرى و انقضاء موسم وحدة الساحات وحكم الفصائل بقرار دولي و اذعان إيراني تمظهر بالمفاوضات الأمريكية الإيرانية؛ لتتجلى بذلك أزمة حماس في غزة التي خسرت حضورها وثقلها السياسي كنتيجة لخذلانها في (ساحات الصراع) في الضفة والداخل و انكشافها الإقليمي بعد تقديمها كقربان على مذبح الاتفاق الأمريكي الايراني.
حاولت "حماس الخارج "و ملحقاتها بالإخوان في الاردن ترحيل ازمتها في غزة إلى الاردن عبر الضغط بالمظاهرات على الدولة الأردنية ومؤسساتها بوهم انها مكسر العصى و مظنة انها آخر "الساحات" التي يمكن من خلالها تعويض خسارتها الاستراتيجة في المنطقة من خلال ابتزاز الاستقرار الاردني اقليمياً للحصول على مخرج من ورطتها وضمان حضورها في الترتيبات القادمة بنقل ثقل الحركة من الكتف الايراني إلى الكتف التركي؛ لتقوم الدولة تبعاً لذلك باخراج ملفاتها الامنية من ادراجها ولتنفجر أزمة حماس الخارج في وجه اخوان الاردن وهكذا أُسدل الستار على آخر فصول مشاهد وحدة الساحات المرتبطة بخلايا "العاروري" من لبنان الى الاردن وصولاً لايران.
في ذات الوقت لم تكن الدولة الأردنية لتسمح لحماس الخارج ( مجموعة مشعل) بصنع استدارتها باتجاه المحور التركي _ على حسابها_ من بوابة هيمنتها على الجماعة في الأردن وتكييشها سياسياً لحضورها في الشارع و البرلمان لتتحول استراتيجية مشروع حماس في الخارج تبعاً لصيرورة الاحداث من محاولة" توطين السلاح" التي تجاوزها الزمن إلى الضغط للمحاصصة في الشارع عبر امتلاكه في محاولة لفتح أفق سياسي جديد من داخل الاردن!
لم يستخلص الإخوان الدروس والعبر من سنوات الربيع العربي و هم الذين نجوا بأعجوبة في الاردن ورغم ان قائد الدولة قد تسامى عن تلك الحقبة و سمح لعمل الجبهة بحرية_ ليس غصباً عنه كما كانت تهتف مظاهرات الجماعة متجاوزةً قبل عقد من الزمان_ بعد وصفه لهم "ذئاب بثياب حملان"؛ بل لقناعة ملكية واقعية بمسار التحديث سياسي؛ وقد اخطأت بعض مراكز الدولة التقدير بأنه يمكن للاخوان ان يمثلوا رافعة " للهوية الجامعة " فالحرب على غزة اسقطت الإخوان في اختبار "مصالح الوطن فوق كل اعتبار" كما في البيان و أسقطت معهم وهم "الهوية الجامعة" فلا هوية جامعة في الأردن الا هوية الدولة وهي الهوية الوطنية الأردنية.