عيد العمال .. تحية لعمّال الوطن الصامتين
لانا ارناؤوط
01-05-2025 08:48 PM
في الأول من أيار من كل عام، يتجدد الاحتفال بعيد العمال، هذا اليوم الذي خُصص لتكريم سواعد الكادحين، وللوقوف احترامًا أمام أولئك الذين يصنعون الحياة كل يوم بعرقهم وجهدهم وصبرهم. ورغم أن المهن كثيرة، والعمال في كل ميدان يستحقون التقدير، إلا أن من يستحق أن يُرفع له القبّعة أولًا هم عمّال النظافة... أبطال الشوارع الذين لا تُسلَّط عليهم الأضواء، لكنهم الأهم في تفاصيل الحياة.
عمال النظافة، أولئك الجنود المجهولون، ينهضون في ساعات الفجر، يجوبون الطرقات وهم يحملون المكانس وأكياس القمامة، لا يشكون ولا يتأففون، يعملون تحت الشمس الحارقة وفي برد الشتاء، صيفًا وشتاء، في الليل والنهار، كي تبقى شوارعنا نظيفة، وأحياؤنا خالية من الأوساخ، وبلادنا أكثر جمالًا ونظامًا.
هل فكرنا يومًا أن نظافة المدينة التي نتباهى بها في الصور ونتغنى بها في القصائد، ما هي إلا ثمرة تعبهم؟ هل توقفنا لحظة لنقول لهم "شكرًا"؟ هؤلاء الذين يواجهون الروائح الكريهة، ويخاطرون بصحتهم، ويصمدون في وجه النظرات القاسية أو الكلمات الجارحة أحيانًا، يواصلون عملهم دون كلل لأنهم يحبون الوطن... ويخدمونه بصمت.
الاحتفال بعيد العمال لا يجب أن يكون حكرًا على المكاتب والياقات البيضاء، بل هو مناسبة لننحني احترامًا لمن يحمل كيس القمامة ويبتسم، لمن يمسح الطريق وهو يغني، لمن جعل من عمله رسالة، ومن كرامته عنوانًا. هم العماد الحقيقي للمجتمع، والركيزة الأولى للنظام والجمال، ولا قيمة لأي تقدم دونهم.
في عيد العمال، لنجعل تكريم عمّال النظافة تقليدًا ثابتًا، لا مجرد لفتة عابرة. لنعترف بدورهم، ولندعو لرفع أجورهم، وتحسين ظروفهم، ومنحهم المكانة التي يستحقونها بيننا. فالوطن لا يُبنى فقط بالكلمات والخُطب، بل بسواعد الذين يعملون بصمت، ويجعلون من المدينة مكانًا يليق بالحياة.
كل عام وعمّال الوطن بألف خير... وكل الشكر لأولئك الذين يجعلون شوارعنا أجمل، وأرواحنا أنظف