facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الجهل بالتاريخ انتحار كبير


فارس الحباشنة
02-05-2025 09:23 PM

لم يكن توقيت تسريب الإتصال الهاتفي المجتزأ بين الزعيمين : جمال عبد الناصر و معمر القذافي بريئا او بمحض الصدفة .

بقدر ما هو تسريب يعبر عن وجهة نظر يجري تصديرها و تسييدها الى المشهد السياسي المصري و العربي ، و الاقليمي .

في مصر ، من وفاة الرئيس جمال عبدالناصر ، وأرث ثورة 23 يوليو وحقبة عبدالناصر تواجه حملات تشوية وشيطنة .

وتدفقت الاف الكتب والمقالات ، و بثت تقارير و برامج تلفزيونية لتشويه جمال عبدالناصر و مشروعه التحرري .

مئات ملايين الدولارات أنفقت على تشويه صورة عبدالناصر ، و حتى يوم أمس الأعلام الخليجي يجلب أبواقا مصرية و عربية لشتم عبدالناصر .

و على شاشة الجزيرة ، أحمد منصور بث مئات الحلقات مع قادة الأخوان المسلميين؛ ليحملوا عبدالناصر هزيمة 67 ، و أن نصر 73 حققه أنور السادات ، و ليهاجموا مشروعه الوطني باتهامه بتخريب مصر ، و الاستهزاء بمشاريع الاصلاح الزراعي و السد العالي و مجانية التعليم و محاربة الاستعمار والتطور الصناعي ، و التحول الاشتراكي .. كم
ارتكب عبدالناصر من جرائم بحق مصرو شعبها !

و هجوم علني و شخصي ثأري على تاريخ عبدالناصر .

ومن أسوأ تجارب الصحافة و التأريخ الاعراض عن الحقائق و الثأر و التهجم.

الراحل محمد حسنين هيكل ، حتى أخر انفاسه بقى وفيا الى جمال عبدالناصر ومشروعه الوطني ، ودافع بسراشة عقلانية وحكيمة عن عبدالناصر .

لماذا عبدالناصر ؟ و استهدافه في حياته ومماته ؟

انها شهادةً على قوة المشروع و حيويته ، و حجم تأثيره لليوم .

مصر في ثورتها الثانية 2013، واسترداد و تصحيح المسار استنهضوا مشروع عبدالناصر الوطني في بناء الدولة و الهوية المصرية ، و كبح الاخوان ، سياسيا واجتماعيا .

عبدالناصر أرسى معني حقيقي للديمقراطية والمدنية الاجتماعية ، و الدولة المستقلة ، و التحرر، و العدل .

ما أنجز في عهد عبدالناصر كان كبيرا، و من الطبيعي أن تشارك جبهات عديدة في ضرب الحقبة الناصرية و تشوييها.

و مر على ثورة يوليو 72 عاما، و صورة عبدالناصر لم تهتز، و بل أنه تحول عقدة للأنظمة و الزعماء العرب .

ما تسويغ تسريب تسجيل صوتي مجتزأ في هذا التوقيت الإقليمي المعقد من حرب غزة ، و توابعها و تداعياتها .

الموضوع إدخال و إشراك عبدالناصر في معركة إجتثاث و نزع سلاح المقاومة .

و نزع سلاح المقاومة، هي العقدة الكبرى في مفاوضات وقف إطلاق بين المقاومة واسرائيل .

في مصر ، بعد نكسة 67 تولدت روح النقد و تأكدت مبادئ و قيم سياسية جديدة، واضافة الى إعادة بناء القوات المسلحة من جديد على أسس حديثة، وإبعادها عن التورط في السياسة الداخلية .

يصعب اطلاق أي إتهام ضد عبدالناصر ، وهكذا جزافا و اعتباطا ، ودون تأكد و نظرة سياسة متكاملة و شاملة الى حقيقة مشروع و فكر عبدالناصر .
التفكير في عقلية ثأرية و ضغينة قد يدفعك لاصدار أي إتهام، وكما تشأ .

و السؤال الأكبر ، وقد مر على رحيل عبدالناصر حوالي 55 عاما ..هل قتلته اسرائيل بالسم ام ماذا ؟ هذا هو السؤال الكبير و المهم ، والذي ما زال يبحث عن أجابة يقينية .

وما قد يقال في حق التسجيل الصوتي ، لو أنه صدر بعد حرب 73 . و لكن ، من صنع نصر حرب 73 ؟ أليس جمال عبدالناصر ؟

وقبل أن يتوفى عبد الناصر كان صادق بتوقيعه على خطة حرب73و خط براليف .
من الضروري فهم التسجيل الصوتي ضمن سياقه .
لقد طرحت مبادرة "روجرز "لمدة 90يوما بين مصر وإسرائيل ، وبدء مفاوضات لتنفيذ قرار مجلس الامن 242،واجه ذلك معارضة في العالم العربي .

و ليس من الواضح أن كان جمال عبد الناصر قد قبل نهائيا مبادرة روجرز أم انها حرب نوايا .

المهمً، أن وافق عبد الناصر على مبادرة روجرز ؛ فالجيش المصري كان يجهز لمعركة الاجتياح الكبرى .

في التسجيل الصوتي هاجم وسخر عبدالناصر من المزايدين ،وابدى استخفاف بمطالبهم بحرب دون جاهزية.

في موضوع القضية الفلسطينية عبد الناصر ليس محتاجا اليها لدعم شرعيته ، وليس على غرار حزبي البعث في العراق وسورية.
فعبد الناصر أمتلك منجز تاريخي من تأميم قناة السويس و دحر العدوان الثلاثي في56و الوحدة مع سورية 58 ، وعلى المسرح الدولي اقام حلف دول عدم الانحياز، و مؤتمر باندونغ 55.

القضية اليوم ليست عبدالناصر ، بل مصر و أمنها القومي .

تهديد وارغامات ترامب في تهجير فلسطيني غزة قسرا وطوعا واضحة، ولا تغطى بالغربال .

"الرسالة المضمرة " تستجوب بدل النبش في الارشيف و أدلة التاريخ المستحكمة ، حماية ما هو صلب و ثابت و أستراتيجي في السياسة المصرية .
التسجيل الصوتي يلامس حدود الكوميديا ، كما لو أن عبدالناصر مات على أبواب اورشليم ، و مات وهو يصافح ديان ، أو انه خطى قدميه الى البيت الابيض ، و مات وهو ينتظر لقاء الرئيس الامريكي ، ليندون جونسون .

أنا لا أسبغ مدائح لعبدالناصر و لاغيره .ولكن ، أنصح في قراءة التاريخ ، حتى لا نقع

في فخ الفقر المعرفي و التأريخي ، والتضليل و حروب الدعاية.

الجهل بالتاريخ انتحار كبير





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :