facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الصحافة بين الحرية والمسؤولية في يومها العالمي


لانا ارناؤوط
03-05-2025 05:42 PM

في الخامس من أيار من كل عام، يقف العالم إجلالًا وتقديرًا لدور الصحافة النبيل في نشر الحقيقة، وتعزيز الوعي، والدفاع عن حقوق الإنسان. إنه اليوم العالمي لحرية الصحافة، مناسبة نُعيد من خلالها طرح الأسئلة الجوهرية حول حدود الحرية، ومكانة المسؤولية في العمل الصحفي، ودور الصحفي كفاعل اجتماعي قبل أن يكون ناقلًا للخبر.

الصحافة ليست مهنة لمن أراد الشهرة، ولا لمن أراد خوض معركة مع الحقيقة. إنها مهنة البحث عن النور وسط الظلام، مهنة تحتاج إلى شجاعة، ولكنها أيضًا تحتاج إلى ضمير. فالحرية، مهما كانت واسعة، لا تكتمل إلا بالمسؤولية. والحرية الصحفية ليست رخصة لنشر الإشاعة أو اختلاق الوقائع أو ملاحقة الإثارة الرخيصة، بل هي أمانة تهدف إلى بناء مجتمعات أكثر وعيًا، وأشد تماسكًا.

الصحفي المسؤول هو من يكون واعيًا بأثر كلمته، مدركًا أن كل خبر ينشره قد يترك ندبة أو يصنع أملًا، يزرع خوفًا أو يبني ثقة. هو من يتحقق قبل أن ينشر، ويوازن بين حق الجمهور في المعرفة وواجب حماية السلم الاجتماعي. إننا في زمن صارت فيه الإشاعة تنتشر كالنار، والشائعات تُزيَّن بصور مزيفة، وأحيانًا، يصنعها من يحمل صفة "الصحفي" دون أن يحمل روح الصحافة.

إن تحديات العصر الرقمي لا تقلل من أهمية الدور الصحفي، بل تعظمه. ففي زمن تضخم المعلومات، يصبح الصحفي الحقيقي هو من يميز الحقيقة من الزيف، ويوجه الناس نحو المعلومة الدقيقة، لا من يغريهم بعناوين مضللة لأجل عدد نقرات أو حفنة من التفاعلات.

في هذا اليوم، دعونا نحتفل بالصحفيين الذين يدفعون ثمن صدقهم من أمنهم، وأحيانًا من حياتهم، دعونا نحتفل بحرية لا تنفصل عن ضمير، وبكلمة لا تُستخدم لزرع الفرقة، بل لرأب الصدع. فلنجعل من صحافتنا منبرًا للحقيقة لا منصة للإثارة، ولنتذكر دومًا: أن الصحفي الحر هو من يكون مسؤولًا عن حريته قبل أن يطالب بها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :