قضية حليب البودرة: شبهات وتجاوزات تثير تساؤلات
حاتم القرعان
06-05-2025 08:31 PM
الأردن، الوطن الذي يفتخر بتاريخه العريق وشبابه الطموح، يجد نفسه اليوم أمام تحدٍ كبير يتمثل في قضية حليب البودرة منتهي الصلاحية. هذه القضية ليست فقط حول الحليب الفاسد، بل هي أيضًا حول الفساد والمحسوبية التي أدت إلى وصول هذا الحليب إلى الأسواق، مما يعرض صحة المواطنين للخطر.
في عام 2005، أثارت قضية حليب البودرة منتهي الصلاحية في الأردن ضجة كبيرة، حيث تورطت بعض الشركات في توريد حليب بودرة منتهي الصلاحية، مما أثار مخاوف صحية كبيرة. هذه القضية لم تكن فقط حول الحليب الفاسد، بل كانت أيضًا حول الفساد والمحسوبية التي أدت إلى وصول هذا الحليب إلى الأسواق.
تورطت بعض الشركات في توريد حليب بودرة منتهي الصلاحية، مما أثار الشكوك حول مصداقية هذه الشركات ومدى التزامها بالمعايير الصحية. فتحت السلطات الأردنية تحقيقات رسمية في هذه القضية، واتخذت إجراءات قانونية ضد الشركات المتورطة. علمت مصادر متعددة أن أحد كبار رجال الأعمال تكفل بالقيادي الصناعي المتهم في القضية بمبلغ مليون دينار، مما مكنه من مغادرة الأردن إلى إحدى الدول العربية، رغم أن القضية لم يصدر فيها حكم نهائي بعد.
أثارت القضية مخاوف كبيرة حول الأمن الغذائي في الأردن، حيث أصبح من الواضح أن هناك ثغرات كبيرة في نظام الرقابة على الأغذية. قد تؤدي هذه القضية إلى الإضرار بالاقتصاد الوطني، حيث يمكن أن تتأثر سمعة الصناعة الأردنية بشكل كبير. قد تؤدي هذه القضية إلى تآكل الثقة في الحكومة والمسؤولين، حيث يرى الكثيرون أن الحكومة لم تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع مثل هذه القضايا.
ولمواجهة هذه القضية، يجب على الحكومة تفعيل الرقابة على الاستيراد والتركيز على أذونات التصدير وتحجيم الشركات المستوردة ومعاقبتها. كما يجب على الحكومة توضيح كامل للمواطن في بيان حكومي يطلع المواطن على طرق المكافحة والتصدي لمثل هذه الأعمال، لأنها تدخل الضرر بالمواطن الأردني وكل الصناعات الغذائية. يجب أن تكون هذه الإجراءات صارمة وقوية لضمان سلامة الغذاء المقدم للمواطنين وحماية الصحة العامة.
قضية حليب البودرة في الأردن هي قضية خطيرة تؤكد على أهمية الرقابة الصارمة على الأغذية وضرورة محاسبة المسؤولين عن أي تجاوزات. يجب على الحكومة اتخاذ إجراءات حازمة لمنع مثل هذه القضايا في المستقبل وضمان سلامة الغذاء المقدم للمواطنين.
وللحديث بقية. .
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثّاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.