التحديث السياسي في الأردن: ضرورة ومسؤولية
د. بسام العموش
09-05-2025 10:51 AM
التحديث السياسي أمر مطلوب من الجميع لأن تطور الحياة يتطلب ذلك ، ولأن البديل للتحديث هو البقاء مكانك أو ربما للخلف در . ولا ينفصل التحديث السياسي عن الإداري والاقتصادي، كما لا ينفصل عن الظروف الإقليمية والمحددات الدولية.
على أية حال فالدولة الأردنية من أقدم الدول العربية وفيها مزايا أهمها القيادة القريبة من الناس وهي قيادة ذات تواصل مستمر مع كل القطاعات ، بالإضافة إلى خلو التاريخ الأردني من عنف الدولة السياسي حيث لم تسجل ولا حالة اعدام لرأي سياسي كما حصل في بلدان أخرى . وربما نحن بحاجة إلى التذكير بأن الربيع العربي دخل الأردن بنعومة وليس كما هو الحال في عدد من البلدان ولذلك اسباب منها الإدارة ووعيها وكذلك حرص الغالبية العظمى من الناس على بلدهم.
إن التحديث الذي نطلبه ونتفق على ضرورته يتطلب جهد الجميع وأؤكد على الجميع تحت مظلة القانون والأمن والرغبة في التقدم والبناء ، وهذا يتطلب من الاتجاهات السياسية كلها وعي الظرف والمرحلة والايمان بالتدرج في التحديث لأن بقاءنا مكانك سر ، يصطدم بالتحديث.
ومظاهر التحديث كثيرة منها نظافة الانتخابات وصولا" لانعكاس نتائج الانتخابات على تشكيل الحكومة رئيسا" وأعضاء . وهذا يتطلب أن لا تكون انتخابات صور ملونة ولا شعارات زائفة تدغدغ العواطف بل انتخابات برامج يتم فحصها لتكون جزءا" من شروط الترشيح . وبالتالي نكون أمام تنافس برامجي مما يعني أن نقدم البرنامج الذي قدمه الناس .