نصحتي لكل مسؤول ان وظيفتك ممرا لا مقرا وغدا ستعود فاظفر بذات اليمين والذكر الطيب والاثر الجميل، فغدا سيلاحقك وسواس يا ارض اشتدي ماحد كان عليك قدي وستجد انك ماكنت الا خادما للمواطن لاسيدا عليه فلا احد اكبر من المواطن ولا فوق الوطن .
كتب عميد متقاعد من الأمن العام بوست يتمنى فيه على إدارة السير، أن تعلم شرطة المرور ألا يكون هدفهم المخالفات بقدر ما هو هدفهم الإرشاد والتوجيه للانضباط المروري. وكان قد تم مخالفة مركبته .
تذكرت ما قاله لي اللواء المتقاعد سليمان قندح "ابو ناصر" قبل 25 سنة، وكان قد استأذن من شرطي المرور بوقوف مركبته لبرهة من الوقت في منطقة الشميساني، ولكن لم يُجَب طلبه، رغم أنه عرّفه برتبته. مما أغضب هذا الرفض الباشا وشكل في نفسه العتب على الشرطي. ويومها قال لي إن شرطيًا بوظيفته أهم من لواء متقاعد.
العبرة في الحديث أن كلنا نعلم مكانة البيكوات والباشوات وهم في مناصبهم وكم منهم ما كانوا يطيقون سؤالًا ولا يردون جوابًا للمواطن. وهذا حالهم اليوم، وغدًا سيعودون إلى بيوتهم، وسيشربون من ذات الكأس الذي سقوا به غيرهم. وسيترددون ألف مرة قبل أن يمسكوا هواتفهم للاتصال حتى بزملائهم لقضاء حاجاتهم او بمن كانوا حتى تحت امرتهم خوفًا من ألا يُجاب طلبهم، وحفاظًا على هيبتهم.
العبرة الأخرى من هذا الحديث أن على أصحاب المراتب والمناصب أن يعلموا أن مكانتكم الوظيفية ممرا وليس مقرًا فكونوا عونًا للمواطن وعنوانًا للخلق والإنسانية، واتركوا أثرًا طيبًا وذكرًا جميلًا، فإنكم عائدون إلى بيوتكم وراحلون من اماكنكم وكراسي مراتبكم. ولن تعودوا كما أنتم اليوم.
يا أرض اشتدي وما عليك قدي، فلا أحد أكبر من المواطن، ولا فوق الوطن وكلكم ستخالف مركباتكم اذا خالفتم.