درس من نار الجوار .. كيف نحمي الأردن من الخراب
شحاده أبو بقر
12-05-2025 06:01 PM
في زمن الاضطرابات والتقلبات، يثبت الأردن دومًا أنه نموذج فريد في الصمود، مستند إلى لحمة وطنية صلبة تلتف حول قيادة هاشمية حكيمة. هذه اللحمة ليست حالة عابرة، بل هي جوهر متجذر في وجدان الأردنيين الذين يدركون أن قوتهم في وحدتهم، وأن أمن وطنهم واستقراره مرهونان بولائهم لقيادتهم، ووعيهم العميق بحجم ما يُحاك للمنطقة من مؤامرات.
لقد وعى الأردنيون مبكرًا أن الفتن طريق للهلاك، فرفضوها بكل أشكالها، وأفشلوا كل من راهن على شق صفهم أو زعزعة استقرارهم. الأردن ليس ساحة لصراعات الآخرين، ولا ملعبًا لأجندات عابرة للحدود، بل وطن مستقر تقوده قيادة تؤمن بالدولة ومؤسساتها، وتقدم نموذجًا راقيًا في الحكمة والاعتدال.
فالمتعمق الواعي يكفيه النظر إلى محيطنا العربي ليستوعب حجم الخطر الذي يتهدد الأوطان حين يتهاوى التوافق الوطني، وتضيع البوصلة الوطنية، وتشتعل الفتن الطائفية والولاءات العابرة للأوطان، وتُفتح الأبواب لأجندات دخيلة تسعى للتخريب لا للبناء. فالدول التي كانت رمزًا للاستقرار، وقعت في أتون صراع دموي امتد لأكثر من عقد، وأصبحت ساحات مفتوحة للتدخلات الخارجية الباحثة عن مصالحها في خضم هذا الخراب المتراكم، حينها يصبح الشعب ضحية لصراع مرير قسّم البلاد وهدد وحدتها ووجودها. هذه الشواهد ليست بعيدة، وليست من الماضي البعيد، بل هي واقع معاصر يصرخ فينا بأن لا نستهين بخطر الفتنة، ولا نغفل عن حجم المؤامرات التي تُحاك في الظلام. فالأمن لا يُهدى، والسيادة لا تُستورد، بل تُحمى بالوعي والوحدة والولاء لقيادة وطنية حريصة، وهذا ما يملكه الأردن ويفتخر به.
ونصيحتي الصادقة لكل أردني وأردنية، أن ندرك جميعًا أن اللحمة الوطنية والالتفاف حول القيادة الهاشمية هما صمام الأمان، وأن وحدة الصف الداخلي هي درع الحماية الأقوى في وجه أي محاولات للعبث بأمن الوطن واستقراره. فالمؤامرات لم تتوقف، والأجندات الخارجية لا تزال تبحث عن ثغرات، والوعي الشعبي هو خط الدفاع الأول في حماية الأردن من كل الشرور. فلنكن على قدر المسؤولية، ولنبقَ كما كنا دومًا، شعبًا واحدًا، في خندق واحد، خلف قيادة وفية، تحمي وتصون وتبني.
فلنُبقِ رايتنا مرفوعة، وهويتنا مصانة، ووطننا محروسًا بإرادتنا، والتفافنا حول الراية الهاشمية التي لم تخذلنا يومًا. والله من امام القصد.