الاستقواء هو سلوك أو ممارسة يلجأ فيها فرد أو مجموعة إلى الاعتماد على قوة أو نفوذ خارجي لتحقيق أهدافهم أو حماية مصالحهم، بدلاً من الاعتماد على قدراتهم الذاتية أو الحلول السلمية. هذه الظاهرة يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية على المجتمع، حيث يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الصراعات وتدمير العلاقات وتعزيز الظلم.

أشكال الاستقواء

الاستقواء يمكن أن يتخذ أشكالًا متعددة، بما في ذلك:

- الاستقواء بالمال: استخدام الثروة أو الموارد المالية لتحقيق الأهداف أو التأثير على الآخرين.
- الاستقواء بالسلطة: الاعتماد على المناصب أو السلطة السياسية لتحقيق الأهداف أو فرض القرارات.
- الاستقواء بالعلاقات: استخدام العلاقات الشخصية أو الشبكات الاجتماعية لتحقيق الأهداف أو الحصول على الدعم.
- الاستقواء بالقوة الجسدية: استخدام القوة البدنية أو العنف لتحقيق الأهداف أو فرض السيطرة.

الاستقواء وعلاقته بالشللية والمحسوبية في المجتمع الأردني

في المجتمع الأردني، يمكن أن يكون الاستقواء مرتبطًا بالشللية والمحسوبية، حيث يمكن أن يستخدم الأفراد أو الجماعات نفوذهم أو علاقاتهم الشخصية لتحقيق مصالحهم أو حماية مصالحهم. هذا يمكن أن يؤدي إلى:

- تفضيل الأصدقاء والمعارف: يمكن أن يتم تفضيل الأصدقاء والمعارف في الحصول على الفرص أو المناصب، بدلاً من الأفراد الأكثر كفاءة.
- توزيع المناصب كمنافع: يمكن أن يتم توزيع المناصب كمنافع للأصدقاء والمعارف، بدلاً من اختيار الأفراد الأكثر كفاءة.
- تأثير على جودة القرارات: يمكن أن يؤدي الاستقواء والشللية والمحسوبية إلى اتخاذ قرارات غير صائبة، لأن الأفراد قد يكونون أكثر اهتمامًا بتلبية مصالح أصدقائهم ومعارفهم بدلاً من مصالح المجتمع.

نظرة الدين إلى الاستقواء

من منظور ديني، يمكن أن يُعتبر الاستقواء سلوكًا غير مقبول، حيث يمكن أن يؤدي إلى الظلم واللامساواة. في الإسلام، على سبيل المثال، يتم التأكيد على أهمية العدل والمساواة، ويتم النهي عن الظلم والاستقواء. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" (النحل: 90).

آثار الاستقواء على المجتمع

الاستقواء يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على المجتمع، بما في ذلك:

- تفاقم الصراعات: يمكن أن يؤدي الاستقواء إلى تصعيد الصراعات وتفاقمها، بدلاً من حلها بشكل سلمي.
- تدمير العلاقات: يمكن أن يؤدي الاستقواء إلى تدمير العلاقات بين الأفراد أو الجماعات، وتقويض الثقة والتعاون.
- تعزيز الظلم: يمكن أن يؤدي الاستقواء إلى تعزيز الظلم واللامساواة، حيث يستفيد الأقوياء على حساب الضعفاء.
- تأثير على التنمية: يمكن أن يؤدي الاستقواء إلى تأثير سلبي على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، حيث يمكن أن يؤدي إلى تخصيص الموارد بشكل غير عادل.

كيفية مواجهة الاستقواء

لمواجهة الاستقواء، يمكن أن نتبع بعض الخطوات، بما في ذلك:

- تعزيز الحوار والتفاوض: يمكن أن يساعد الحوار والتفاوض في حل الصراعات بشكل سلمي وبناء.
- تعزيز القيم والمساواة: يمكن أن يساعد تعزيز القيم والمساواة في تقليل الاستقواء وتعزيز العدالة الاجتماعية.
- تعزيز القدرات الذاتية: يمكن أن يساعد تعزيز القدرات الذاتية للأفراد والمجتمعات في تقليل الاعتماد على الاستقواء وتحقيق الأهداف بشكل مستقل.
تعزيز الرقابة والمساءلة: يمكن أن يساعد تعزيز الرقابة والمساءلة في تقليل الاستقواء وتعزيز الشفافية والعدالة.

في النهاية، يمكن أن يكون الاستقواء ظاهرة خطيرة تهدد النسيج الاجتماعي، ولكن يمكن مواجهتها من خلال تعزيز الحوار والتفاوض والقيم والمساواة والقدرات الذاتية والرقابة والمساءلة.

حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله عبدالله بن الحسين وولي عهده الأمين.