facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاردن درع الامة من ينكر فضلها جاحد


د. مثقال القرالة
15-05-2025 12:22 PM

في زمن كثرت فيه الأصوات النشاز، وارتفعت فيه الشعارات الفارغة التي تلوّح بالمصالح الشخصية، يخرج علينا من يتغنّى بغير القيادة الهاشمية، وينكر فضلها ودورها التاريخي الراسخ في بناء الوطن والدفاع عن قضايا الأمة. هؤلاء، وإن علا صوتهم، لا يعرفون من الوطنية إلا ظاهرها، ولم يتذوقوا معناها الحقيقي كما عاشه الأردنيون مع قيادتهم على مدار عقود من التحدي والثبات. القيادة الهاشمية لم تكن يوماً سلطة عابرة أو حاكمة بالوراثة، بل كانت مشروع أمة ورسالة شرف، حملها الملوك الهاشميون جيلاً بعد جيل، وكرّسوا لأجلها كل الجهد والوقت من أجل رفعة الأردن وعزّ العرب. تحت راية جلالة الملك عبد الله الثاني، ظل الأردن صوت العقل والحكمة، وبيتاً مفتوحاً لكل ملهوف، ومدافعاً صلباً عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

ما قدّمه الأردن لفلسطين، من غزة إلى الضفة الغربية، ليس حديث إعلام ولا واجباً مفروضاً، بل نابع من وجدان القيادة والشعب. فالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ليست مجرّد شرف تاريخي، بل مسؤولية يومية لحماية هوية المدينة ودفع محاولات التهويد، وهي مواقف يعرفها القاصي والداني. في الوقت الذي اختبأ فيه الكثيرون خلف الصمت، بقي الأردن وحده في الميدان، يدافع بالقول والفعل، ويقف سداً منيعاً في وجه كل من يحاول طمس الحق الفلسطيني.وفي غزة، حيث يشتد الحصار وتغيب الكثير من الضمائر، لم يغِب الأردن، بل ظل حاضناً ومسانداً. المستشفى الميداني الأردني هناك ليس مجرد منشأة طبية، بل عنوان إنساني وسياسي يعكس مدى التزام الأردن بأشقائه، إذ يعمل دون انقطاع رغم الظروف الصعبة، إلى جانب المساعدات التي لم تتوقف في كل عدوان أو أزمة، محمولة على أجنحة الجسور الجوية والبرية، بتوجيه مباشر من القيادة.

ولم يقتصر الدور الأردني على فلسطين وحدها، بل امتد ليشمل دعم الأشقاء في كل أرجاء الوطن العربي، من العراق إلى سوريا، مروراً بلبنان واليمن. فحين عصفت الحروب والأزمات بهذه البلدان، كان الأردن الملاذ الآمن، وفتح أبوابه دون تردد، واستقبل مئات الآلاف من اللاجئين السوريين والعراقيين وغيرهم، ولم يُميز في المعاملة، بل قدّم الرعاية والخدمات رغم التحديات الاقتصادية والمعيشية. الأردن لم يرفع شعارات التضامن فقط، بل جسّدها على أرض الواقع بمواقف عملية، ومدّ يد العون لكل محتاج، انطلاقاً من ثوابت راسخة وقيم عربية أصيلة.

إن من ينكر كل ذلك، ويغمض عينيه عن هذه الحقائق، لا يعبّر عن رأي حر، بل عن جحودٍ مقيت، وعجز عن رؤية المواقف الوطنية الحقيقية. من لم يرَ في الأردن إلا حساباته الشخصية، لن يعرف معنى الانتماء، ولن يتعلم الوطنية إلا إذا قرأ تاريخ هذا البلد وقيادته بإنصاف. فالوطنية لا تُقاس بالهتاف ولا تُباع في الأسواق، بل هي التزام ووفاء، وموقف في أصعب الأوقات.

الأردنيون يدركون أن قوتهم تبدأ من الثقة بقيادتهم، وأن القيادة الهاشمية كانت، وستبقى، حجر الأساس في استقرار الأردن ورفعته. ومن لا يُجيد فهم ذلك، فليجلس في مقاعد التعلّم، لأن الوطنية تُصنع بالفعل والولاء، لا بالكلام والتقلب على موجات المصالح.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :