facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




‏الامير الحسن .. نَفَس عروبي ينعش الأمل


بهاء الدين المعايطة
16-05-2025 07:12 PM

‏اعتدنا دائمًا أن ينطق سيدي بالجوهر الثمين الذي يمثل الفكر العربي المعاصر، واعتدنا أن نسمع تلك التصريحات التي أصبحت وسيلة مهمة توجهنا نحو الطريق الصحيح لترميم بنيتنا العربية التي أصبحت تتآكل يومًا بعد يوم. في وضع عربي متعب وفي واقع أصبح مؤلم، يزداد الخوف من تفرقة ما تبقى من بلاد الشام، وبات الأمل معقودًا على صوت العقل والحكمة، ذاك الصوت الذي لطالما حملناه في قلوبنا واعتبرناه مرجعًا حين تشتد الأزمات وتتشابك الخيوط، كلماتك يا سيدي لم تكن مجرد حروف، بل كانت بوصلة نهتدي بها في زمن كثرت فيه العواصف وضاعت فيه البوصلة.

اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى ذلك النَّفَس العروبي، إلى تلك الروح التي تحيي فينا الإيمان بأن وحدة المصير لا تزال ممكنة، وأن شمس المشرق لم تغب بعد، ما دام في الأمة من لا يزال يؤمن بالحلم العربي، ويعمل على إنقاذ ما تبقى من كرامة الشعوب وحقها في العيش بأمن وسلام.

‏ولأننا نعيش زمنًا تتقاذفه الرياح العاتية، وتتنازعه الأهواء والمصالح الضيقة، فإن كلماتك كانت وما زالت درعًا في وجه اليأس، ومصدر طمأنينة لأولئك الذين ما زالوا يؤمنون بأن النهوض ممكن، وأن الوحدة ليست مجرد حلم، بل خيار مصيري لا بديل عنه.

‏سيدي، في وقت تفرقت فيه الرايات، وتكاثرت فيه الأصوات التي تبث الفرقة والضغينة، كنت ولا زلت المنارة التي تضيء ظلمة الواقع، وتعيد إلينا الثقة بأن هناك من يرى الصورة الكاملة، من يعلي مصلحة الأمة فوق كل اعتبار.

‏لقد آن الأوان أن نعيد صياغة الحلم العربي، أن نمد الجسور بين ما تفرق، وأن نحيي في الأجيال القادمة ذلك الإيمان بأننا أبناء أرض واحدة، وتاريخ مشترك، ومصير لا يقبل القسمة. فدعونا نجعل من كلماتك بداية جديدة، ومن رؤيتك خارطة طريق نحو فجر يعيد للأمة وجهها الحقيقي.

‏الحسن اليوم هو رسالة السلام الموجهة إلى العالم العربي بأسره، وهو صمام الأمان الذي يحمي عروبتنا في هذا العالم المتغير. إنه يمثل الصوت الصادق الذي تبنى الواقع كما هو، وارتقى به بفكرٍ عروبي ناضج، يسعى لترسيخ مفاهيم السلام الدائم، ويعمل على بناء جسور التفاهم بين الشعوب. لقد حمل على عاتقه عهدًا نبيلًا أن يشرح للعالم مفهوم الإنسانية بعقلٍ عربي، وأن يسهم في ترسيخ قيم تضمن كرامة الإنسان وحقوقه، بعيدًا عن الصراعات والانقسامات.

‏من المؤسف أن نجد من يحرّف مقاصد تصريحات سمو الأمير أو يحمّلها ما لا تحتمل، لا لشيء إلا لزرع الشك والتشويش. وما يزيد الأسى أن نصل إلى مرحلة يُساء فيها فهم الكلمة الصادقة والنوايا الخالصة. غير أن الواجب، بل الشرف، يحتم علينا أن نقف مؤيدين لكل ما يصدر عن سموه، لا باعتباره أميرًا فحسب، بل لأنه عقلٌ استثنائي، ورؤية نادرة، وشخصية عالمية حملت همّ الأمة، وتجاوزت المحلية لتخاطب ضمير العالم. لقد قدّم ما عجز عنه كثيرون، وعبّر بلسانٍ عروبيٍ نقيّ، عن آمال شعوبٍ تتوق إلى السلام، والكرامة، والحق.

‏عشقتُ الحسن لحُسن معدنه وأصالة بنيته، وعشقتُه لإنسانيته التي أصبحت أمرًا نادرًا في هذا الزمان. لم أكتب يومًا لأحقق أيًّا من الغايات الشخصية التي ربما يسعى إليها الكثيرون، بل كتبتُ لأُعيد الحق لمن أحبّنا، ولمن أسهم في منحنا الحب والدفء.

‏الحسن هو النموذج الفريد الجميل، الذي لا نزال نتعلم منه الكثير، ونبني عليه ذواتنا. لقد استطاع أن يقدم للوطن أبناءً وبناتٍ عاهدوا أنفسهم أن يسيروا على خطى والدهم الحسن، وكانوا دومًا إلى جانب أبناء الشعب، كما كان هو، وكانوا خير نموذجٍ حقيقي يجسد مسيرته في الاستمرار على طريق الحق.

‏وللأمير الحسن أبناءٌ وبناتٌ نفاخر بهم: الأمير راشد بن الحسن، والأميرة سمية بنت الحسن، التي اعتدتُ دومًا أن أراقب نجاحاتها الحقيقية، تلك التي كانت على الدوام مصدر فخر لنا، وكانت الكتاب الذي يستحق القراءة، لجمال كلماته وأصالة معانيه. وكذلك الأميرة رحمة بنت الحسن، والأميرة بديعة بنت الحسن.

‏اللهم احفظ من أحبهم القلب، واحفظ وطننا وقيادتنا الهاشمية الحكيمة، وادم علينا نعمة الأمن والاستقرار. اللهم وفّق الجميع لما فيه خير البلاد والعباد، واجعل هذا الوطن دائماً مناراً للسلام وموئلاً للكرامة والعز.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :