حينما تعود بك الايام إلى عمق الماضي لا بد لك أن تتحدث للاجيال القادمة كيف كانت اربد وأهلها العظماء الطيبين الذين قدموا للوطن وللعالم العربي رجالات شهد لها القاصي والداني بنبل أخلاقهم ومواقفهم والتي خلدها التاريخ الأردني كيف ولا وقد شاهدوا بأم أعينهم ما لحق بأهل فلسطين وعندما جاءوا إلى اربد كيف كانت حياتهم وحالة شقاءهم، وحالة نومهم في الليل وانبعاثهم في النهار عندما حلوا ضيوفاً كراماً على أهلها ، وكيف أصبحوا اليوم نواباً وأعياناً، وكبار رجال أعمال كل هذا حدث أمام نواظر أهل اربد الذين كانوا خير سند لهم فسبحان الله مغير الحال من حال إلى حال .
سأتحدث اليوم عن جيران لي طوت أرض بلادي أجسادهم لكن ستبقى أسماءهم باقية في أذهاننا لكونهم هُمّ أصل الوطن الذين راحوا هُمّ وبقينا .
كان يعيش في قلب اربد إناس لا تستطيع العيش بدونهم فهم مزيج راقي من طعم لذ ذوقه كان أبناءهم مع زملاء لهم يسقطون حكومة بموقف ''عز '' سيبقى خالداً .
ففي جلسة مجلس النواب الشهيرة التي عقدت لنقاش الثقة بحكومة سمير الرفاعي (الجد) عام 1963، والتي تم فيها حجب الثقة وإسقاط الحكومة بعد تشكيلها بأقل من 3 أسابيع فكانت شهادة عامة بأن المجلس لا يتبع الحكومة بل يسقطها متى شاء رحم الله حسن خريس ، وشفيق ارشيدات، وفضل الدلقموني ، والباقي ممن أسّسوا بنيان الوطن على المجد التليد .
الوطن بحاجة إلى نواب يسقطون الحكومة فور صدور أي إشارات منها للتضييق على الوطن والمواطن وخاصة إذا كانت هنالك قوانين ضريبية تلوح بالأفق لإقرارها من نواب البعض منهم يصفقون للحكومة صباحاً مساءاً وكأن الشعب أنتخبهم لهذه الغاية !!.
في الحقيقة نحن نرفض تصرفات بعض نواب وأعيان لكونهم بالفعل يمثلون الحكومة وليس الشعب بعكس ما يريده السواد الأعظم من الناس والتسمع بهذا حكومات العالم الحر التي نجلها ونحترمها .
إن الحياة كلها هي وقفة عز واحدة بعدها يتحطم كل شئ مزور، ويبقى يذكر التاريخ أسماء ستبقى خالدة في أذهاننا ما بقيت السموات والأرض.
اليوم بخلوة من عصف ذهني جال بخاطري وأنا أستذكر الأخ هاني نوري خريس حيث كان رئيساً لمجلسنا عشائر وسط مدينة اربد القديمة وهو يقف كالنسر يقول لمندوبي المجلس هذه اربد هنا يكمن سر عزة الوطن كونوا كما أرادكم السلف الصالح من أبناء اربد رجال لا تهابون في الحق لومة لائم…
نعم يا سيدي لا نهاب في قول كلمة الحق اليوم وغداً هذا المجلس أصبح عبئاً ثقيلاً جداً على غالبية الشعب فهو لا يمثل الشعب الذي أنتخبه ونطالب بحله اليوم قبل الغد .
ونطالب برد قانون الضرائب الجديدة ، ونريد أن ننعم بالسلام الحقيقي والغير مزيف ، لا نريد احزاب تشهر السلاح بوجه الدولة أو أي دولة مجاورة لنا ، ولا نريد نواب يغازلون الحكومة فهذا نرفضه تماماً لكون النائب هو سلطة مراقبة على الحكومة عين الشعب ، ونرفض وزراء الحكومة الذين يتكسبون من وراء الوظيفة ، ونسقط شعبياً أي نائب يخون فئة من الشعب لصالح مكتسبات معنوية له فدور النائب هو خدمة الشعب فقط لا تخوين أي مواطن فهذا شأن قضائي بحت خليك انت بحجب ثقتك عن الحكومة إن ارادت التضييق المادي على المواطن الفقير .واكشف منابت الفساد لنرى فعلك في دورتك .
هذا هو المواطن الأربدي لا يخاف ولا يوجل عندما يطالب بحق كفله له الدستور عن حق الشعب والوطن.
تمنيت في ختام مقالتي أن يكون حاضراً في هذه الدنيا وصفي التل وغيره من رجالات طواها التراب وخلدها الزمن .