ما نريده مشروعًا عربيًا مؤثرًا دوليًا
د.محمد البدور
18-05-2025 01:38 PM
اختتمت قمة بغداد 34 أعمالها بمناشدة المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه جرائم إسرائيل في غزة والضفة واعتداءاتها على سوريا ولبنان. ولكن لم يكن من مخرجات القمة توصيات بترتيب البيت العربي الجامع، ليس فقط لصوت العرب ونداءاتهم، بل لقوتهم وتعاونهم ووحدتهم.
العالم اليوم يعيش عصر التحالفات، والتحالفات ولا يستجيب إلا لما يخدم مصالحه ولمن يملك القوة. ولا تزال قوتنا العربية متقطعة الأوصال، تحتاج وحدة جامعة للقرار العربي الموحد المؤثر في الموازين الدولية، والذي يرافقه خطوات سياسية رادعة لأي معتد على حقوق العرب أو مؤيدة لأي موقف دولي منسجم مع مصالحهم وقضاياهم.
قبل قمة الأمس، كانت القمة العربية والإسلامية، وقمم ثنائية وجماعية بين القادة والزعماء. وكل مخرجاتها ذات التوصيات التي سمعها العالم ومنظماته ومؤسساته الحقوقية والإنسانية والقانونية منذ أن شنت إسرائيل عدوانها على غزة. ولكن لم تلق تلك الدعوات آذانًا دولية صاغية للقدر الذي يلجم هذا العدوان أو حتى يخفف وطأته. بل راحت إسرائيل تمعن قتلًا وتنكيلًا بالفلسطينيين، وتوسعت بعدوانها ليطال سوريا ولبنان.
ما يجري اليوم في الشرق الأوسط من تغيير جيوسياسي وترتيبات دولية جعل من أرضنا العربية مسرحًا للصراعات الخارجية والأجندات الدولية. ولا بد أن يتحمل زعماء الأمة مسؤولياتهم التاريخية تجاه حقوق أمتنا وشعوبهم. ولا يتأتى هذا إلا بولادة مشروع عربي سياسي موحد للموقف العربي تجاه ما يدور حولهم وعلى أرضهم من أحداث، وما تتعرض له أمن المنطقة واستقرارها من مفاجآت، سببها إسرائيل وقوى خارجية وأخرى متطرفة خارج إطار الصندوق السياسي السيادي المشروع في المنطقة.