الاستقلال بعامه الجديد ..
هشام عزيزات
20-05-2025 09:48 AM
بيننا وبين الاحتفال، بالخامس والعشرين من عيد الاستقلال وبمرور تسع وسبعين عام على نيل السيادة والقرار المستقل ولبنات الثقة بالنفس، ان الأوان ان نخلع الصور النمطية لاحتفالاتنا الوطنية، باستنطاق كرامة ووقفات العز لأبطال الاستقلال، واحياء مفهوم البطولة الوطنية، التي ما قدر لها ان تصنع وتصوغ على مدى ازيد من مائة عام من عمر الدولة الاردنية، الا وهاجسنا جميعا، ان لا نفرط بالثوابت ولا نركع الا لوجه الله تعالى.
سردية الاستقلال في عامه الجديد، يجب أن تسطر فصولها بالايمان وببرهنة عن جدارتنا بالحياة الراقية، ووطنيتنا النظيفة وهويتنا الجامعة والكل يهواها.
فحين رسمت حدود الكيان، التي هي حدود مشروع الأمة العظيمة وقال أحدهم هذه" لي وصدقه الناس" كانت التأسيس الحقيقي للمجتمع المدني، رغم النوازل التي اصابتنا من ١٩٤٨،،، وخمسينات التحرر، من قبضة المعاهدات الاذلالية، إلى ١٩٦٧ وإزالة آثار العدوان، والانتصار الباهر في كرامة الأمة ١٩٦٨، وتدفق النوازل ومنها الاجتماعية ككارثة الحقبة النفطية وسلوكياتها الاستهلاكية، ظللنا بممسكين بالعقد الاجتماعي واستقلالنا الذي تعرض أيضا ولا زال لهزات تلو أخرى منها الازمة الاقتصادية العالمية بصيغها المتعددة وازمانها.
في التسع والسبعين لاستقلالنا نمني النفس والعقل والضمير بقيام مجتمع ونمط الحياة فيه يعتمد على الكفاف حيث ينتج الأفراد ما يكفيهم، ودون السعي للتراكم مما يقلل من فرض نشؤ مزيد من التفاوتات الاجتماعية التي تذهب بنا لمزيد من الهويات الفرعية وشروخ الانقسام الافقي والعامودي مقتل الدولة الحديثة.
بحلوها ومرها باقون في دولة الثقة بالنفس ودولة البطولة بشرف وكرامة ووقفة عز وبخطاب سياسي اعلامي يصور صراعنا الأبدي بين إرادة شعب نقي ونخب فاسدة ما زالت تحفر للوطن وتتحين لطعنات نجلاء وتمركز عقليات مشتتتة الصراعات التي تقوض اي جهد للمصالحات الاجتماعية بدلا من تعزيز فلسفة الحوار.