عيد الاستقلال .. مجد يتجدد
د. مثقال القرالة
24-05-2025 10:48 PM
يا أردن، يا وطناً شامخاً كجبالك، عزيزاً ككرامة شعبك، نقياً كهوائك، طيباً كأهلك... في عيد استقلالك ترتفع الأيادي بالدعاء، وتتحد القلوب على حبك، وتتوحد الأصوات مرددة: "أردن يا حبيبي، نحبك حباً لا يُقاس، ونفديك بأرواحنا وأغلى ما نملك."
في هذا اليوم، تتلألأ سماء الأردن بزينة المجد، وتُضاء القلوب بمشاعل الفخر، في هذا اليوم الذي لا يشبه سواه، اليوم الذي كتب فيه الأردنيون أول سطور الحرية، وأعلنوا للعالم أن هذا الوطن عصيّ على الانكسار، وأن في عروقه تجري دماء العزة والكرامة. إنه عيد الاستقلال، يوم الكرامة الوطنية الخالدة، ويوم الوفاء للأرض، وللشهداء، وللقيادة التي جعلت من الحلم وطناً، ومن الوطن قصة مجد لا تنتهي. فالاستقلال ليس مجرد ذكرى نحتفل بها، بل هو شعور متجذر في الوجدان، وهو قيمة نعيشها كل يوم حين نرى راية الأردن ترفرف عالية، بكل فخر وشموخ. إنه تتويج لتضحيات الأحرار، وبصمة خالدة في صفحات التاريخ صنعها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ورفعوا راية الوطن في وجه التحديات، وأقسموا أن تبقى الأرض حرة، والسيادة مصونة، والكرامة محفوظة.
في عيد استقلالك يا أردن، لا تكفي الكلمات، ولا توفيك الحروف حقك، فأنت لست وطناً كغيره، بل روح تسكن فينا، وتاريخ نحمله على أكتافنا، وحاضر نرعاه بكل حب، ومستقبل نكتبه بإرادة لا تعرف التراجع. فيك اجتمع المجد والشرف، وتوحدت القلوب على حبك، واتفقت الأرواح على أن لا عزّ إلا بك، ولا كرامة إلا تحت رايتك، ولا فخر إلا بالانتماء إليك.
وفي هذا اليوم الأغر، نقف إجلالاً واعتزازاً بقيادتنا الهاشمية التي حملت الأمانة، وصانت الاستقلال، وكرّست كل الجهد لبناء الدولة، وترسيخ العدالة، وإعلاء شأن الأردن بين الأمم. نقف بكل حب واحترام خلف جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، القائد الذي جعل من التحديات فرصاً، ومن العزيمة درباً، ومن الإنسان الأردني محوراً لكل تطور ونهوض. نبايعك يا سيدي، ونقول لك في عيد الاستقلال: ماضون خلفك بعهد لا يتغير، ووعد لا يُنكث، وإيمان لا يتزعزع. فأنت ياسدي صوت الحق في زمن كثرت فيه الأصوات، وانت الحكمة في عالم مضطرب، وانت السند لكل أردني وأردنية، والأب القريب من شعبه، الذي جعل الأردن واحة للأمن والاستقرار، ومحطّ أنظار في الإقليم والعالم. نفاخر بك الأمم، ونعتز بك قائداً يليق بوطن عظيم، ونمضي معك نحو المستقبل بثقة لا تعرف المستحيل.
وفي هذه المناسبة الخالدة، نرفع راية الوطنية الصادقة، ونغرس في قلوب الأجيال حب الوطن والإخلاص له، والوفاء لقيادته، ونعلنها بوضوح: إن من خان الوطن، أو باع كرامته، أو شكك في رموزه، لا مكان له بيننا، ولا شرف له بين الأوفياء. فالأردن حصن منيع لا يتزعزع بولاء أبنائه، ولن تنال منه أبواق الحقد ولا سهام الخيانة. نحن شعب يرفض الغدر، ويحتقر الجحود، ويقف صفاً واحداً في وجه كل من يحاول زعزعة أمنه أو تشويه صورته، فالوطن أعظم من كل المصالح، وأبقى من كل المؤامرات.
يا أردن، في عيدك يطيب الكلام، ويزهو الشعر، وتزهر القلوب بحبك. نقف جميعاً، كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً، جنوداً ومعلمين، فلاحين وأطباء، نرفع أيدينا للسماء، نطلب لك دوام العزّ والمنعة، ونقول: كل عام وأنت بخير، يا مهد النشامى، ويا أرض البطولة، كل عام وقائد الوطن جلالة الملك عبد الله الثاني بخير، عزّاً وتمكيناً وسؤدداً، كل عام وجيشنا العربي الباسل درع الوطن وحصنه المتين، كل عام وشعبنا الأردني في وحدة لا تفرقه عواصف، ولا تنال منه الشدائد، كل عام وأنت حرّ يا وطني، أبيّ، مرفوع الراية، نقيّ الأرض والسريرة، موحّد الصف، عظيم بقيادتك، خالد بعطاء أبنائك.
عاش الأردن حرّاً أبيّاً، وعاش الاستقلال عيداً يتجدد في القلوب قبل أن يُحتفل به في الساحات، وكل عام وأنت المجد يا أردن، وكل عام وأنت الحُبّ..