فرحة عفوية .. من قلب الوطن في عيد الاستقلال
لانا ارناؤوط
25-05-2025 11:45 AM
في الخامس والعشرين من أيار، لا يُعتبر عيد الاستقلال الأردني مجرد مناسبة وطنية تُسجَّل في رزنامة الدولة، بل هو نبض حيّ في قلوب الأردنيين، يعود كل عام ليوقظ فينا الانتماء ويجدّد العهد مع الوطن.
هذا العام، وبين أزقة وسط البلد في عمّان، بدا المشهد مختلفًا. لم تكن هناك دعوات رسمية أو فعاليات ضخمة تستدعي الحضور، ومع ذلك، احتشد الناس من كل حدب وصوب، في مشهد عفوي لا يمكن أن يُنسى. أطفال يركضون بالأعلام، شباب يلوّحون بها من نوافذ السيارات، وأناشيد وطنية تصدح من كل جهة، وأصوات تعلو بـ"يعيش الأردن" دون ترتيب أو تنسيق... هي فرحة نابعة من القلب، من إحساس فطري بالانتماء، ومن رغبة عارمة في التعبير عن الحب لهذا الوطن.
ما شاهدته اليوم في منطقة وسط البلد لم يكن احتفالًا مُعدًّا أو موجهًا، بل كان تصرفًا غير مدروس، لكنه في غاية النُبل والصدق. كانت الابتسامات تتوزع بين الوجوه، وعبارات الفخر تُقال بعفوية، وكأن الجميع يعرفون بعضهم من زمن طويل، يتشاركون الحلم والهوية.
في زمنٍ طغت فيه الرسمية على الكثير من مظاهر الحياة، جاءت هذه اللحظة لتعيدنا إلى الأصل، إلى الإنسان البسيط الذي يُعبّر عن حبه لوطنه بطريقته، دون تكلف. إن عيد الاستقلال ليس فقط يومًا للاحتفال، بل فرصة لنتذكر كيف وُلد هذا الوطن من رحم التحدي، وكيف يستمر بالنمو بروح أبنائه وإرادتهم.
الفرحة اليوم كانت رسالة: أن الانتماء لا يحتاج إلى شعارات ضخمة أو برامج معدّة، بل يكفي أن ترفرف راية، أن تُسمع أغنية، أن تبتسم لأخيك في الوطن.
كل عام والأردن بخير... وكل عيد استقلال ونحن أكثر حبًا، وأكثر صدقًا، وأكثر فخرًا.