facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين الأمس التليد والواقع المرير حكاية أمة


د. هاني العدوان
27-05-2025 11:41 AM

تتكسر الروح على بلاط الغربة، لا غربة المكان ولا بعد الديار، بل غربة الروح في أوطان مزقتها سهام التجزئة التي زرعها الغريب بيده الخبيثة.

أي أسىً هذا الذي يجعلنا نرتع في حضيض التيه، بعد أن كانت أمتنا منارة تضيء دروب العالم، أين تلك العروش التي قامت على العدل، ورايات الإنسانية التي كانت ترفرف على الدنيا من مشرقها إلى مغربها، كيف تبدل الحال، وأي سكون هذا الذي رمانا على قارعة الذل، نستجدي النظرة، ونبحث عن مكان في طوابير المتأخرين

كنا قادة العالم، سادة الأمم، أصحاب الكلمة الفصل، واليوم نحن بقرة حلوب، تمد أعناقها للكل يمتص خيراتنا، ندفع الجزية بعد أن كنا نأخذها مهابة وعزا، أرضنا تغتصب أمام أعيننا، تسلب من أيدينا شبرا شبرا، وشبابنا تائه في متاهات البحث عن هوية أو لقمة عيش، وعلمائنا هائمون في بقاع الأرض، يضيئون عقول الآخرين، بينما أوطانهم تئن تحت وطأة الجهل والتخلف.

أين الكبرياء العربي الذي كنا نرتديه كوشاح من نار، أين النخوة التي كانت تسري في عروقنا كشلال من الإباء، لماذا انسلخت العقول من جلودها، وتجمدت الأرواح في أقفاص اليأس، لماذا بتنا نرى الذل قدرب، والخضوع حتمية؟، كل الأمم نهضت من رمادها، تجاوزت جراحها العميقة، صنعت من الألم قوة، وبنت من الركام صروحا تناطح السحاب، ألمانيا وروسيا واليابان وتركيا وغيرها الكثير، كلها أمثلة حية لشعوب رفضت اليأس أن يسيطر على أرواحها، حطمت قيود الماضي، وبنت مستقبلها بعزيمة لا تلين، وروح لا تعرف المستحيل.

فهل نحن وحدنا هذه الأمة التي استسلمت لأوجاعها؟، بل وتلذذت بها حتى الثمالة، هل قدرنا أن نظل في حضيض الانكسار، بينما العالم يمضي قدما، متى تستفيق هذه الأمة من سباتها العميق، وتستعيد مجدها التليد، وتنتفض من غبار الذل لتعود كما كانت منارة للعلم والعدل والإنسانية، هل ما زالت فينا بقية من عزيمة، شرارة من إرادة، لتحقيق المستحيل؟.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :