جلهم إن لم يكونوا كلهم من ساكني عمان
شحاده أبو بقر
27-05-2025 04:26 PM
منذ تأسيس الدولة الأردنية الحديثة وحتى يومنا هذا، جرى العرف على تعيين القيادات العليا المحسوبين على المحافظات، من ساكني العاصمة عمان تحديدا. وحتى من كان قبل التعيين من سكان المحافظات غادرها فورا للسكن في عمان.
هذا العرف المغلوط كان مقبولا إلى حد ما في زمن سابق وكان الأقارب يهرعون من محافظاتهم لتهنئة قريبهم الذي صار وزيرا او عينا أو أي منصب عال كان.
اليوم تبدل الحال وصارت المحافظات تشعر بالغبن ربما عندما بستمر العرف ذاته وكأن المحافظات تبدو كما لو كانت خالية من رجال ونساء يصلحون لتولي مناصب عليا في الدولة.
الأردن بلد صغير مساحة ليس مترامي الأطراف مثلا وبإمكان اي صاحب منصب أن يعود آلى محافظته نهاية كل دوام في غضون نصف ساعة أو ساعة على الأكثر ليشعر الناس في المحافظات أنهم جزء مهم من الوطن وأن المسؤولين الكبار المحسوبين على محافظاتهم يعيشون معهم حيث هم وليس بعيدا عنهم، ولا يرون سيارات حكومية من ذوات الارقام الصغيرة في مناطقهم إلا في مناسبات عزاء مثلا شريطة أن يكون المتوفى شخصا مهما.
هذا العرف المغلوط لو صح التعبير ، يجعل المواطنين في المحافظات يشعرون بالعزلة وبالتهميش والبعد عن مراكز القرار برغم أن هذا أو ذاك تبوا المنصب بإعتباره حصة لمخافظتهم.
لو اجرت الحكومة إحصائية لعدد السيارات الحكومية التي تعود نهاية كل يوم إلى المحافظات لوقفت أمام الحقيقة المرة.
الناس يستأنسون بوجود مسؤولي الدولة من رتب كبيرة بينهم ويشعرون بأنهم شركاء في الوطن ولبس على رصيف الإهتمام. الحديث يطول والله من أمام قصدي.