الانحدار والقمم .. بين الروح والجسد
حاتم القرعان
28-05-2025 07:58 PM
من صميم القلوب التي تأن بصمت وعبر انين رحلة الحياة، نواجه العديد من التحديات التي تختبر قوتنا وتصميمنا. قد نجد أنفسنا في بعض الأحيان في قاع الانحدار، حيث يبدو أن كل شيء يسير على نحو خاطئ. ولكن، في أعماقنا، تظل هناك روح قوية ترفض الاستسلام وتتوق للوصول إلى القمم.
الانحدار هو جزء من الحياة، وهو فرصة لنا لنتعلم ونتطور. في هذه اللحظات، نجد أنفسنا مضطرين لمواجهة مخاوفنا وأخطائنا، ونتعلم من تجاربنا. ولكن، في الوقت نفسه، يظل هناك أمل دائم في أن نتمكن من التغلب على الصعاب ونصل إلى القمم.
القمم، بدورها، تمثل النجاح والتفوق. إنها اللحظة التي نصل فيها إلى أهدافنا ونحقق أحلامنا. ولكن، في هذه اللحظة، نجد أنفسنا أمام تحدٍ جديد: الحفاظ على ما حققناه والاستمرار في التطور والنمو.
العلاقة بين الانحدار والقمم هي علاقة ديناميكية. كلاهما يحتاج إلى الآخر، وكلاهما يعتمد على قوة الروح والجسد. في الانحدار، نجد أنفسنا مضطرين لاستخدام قوتنا الداخلية للتغلب على الصعاب، بينما في القمم، نجد أنفسنا أمام تحدٍ جديد هو الحفاظ على ما حققناه.
ولكن، في بعض الأحيان، نجد أن هناك راحلون بصمت، وإن تلاقت أرواحنا معهم تصطدم في جدار العناد. رغم الألم من شدة قتل الحرف للروح، يبقى الأمل في صمت يناشد الراحلون.. بأن المغيب لم يشرق في أوج الحلم. وتبقى الورود ذابلة لقلة الغيث.
الإنسان وفي أحلامه، يظن أن الأمل فارسا يأتي مع جنح الظلام.. لينقذ الأرواح.. لكنه يتيه في عتمة الطرقات، فيترجل الفارس.. ويموت الجواد. هكذا نجد أن الأمل، رغم كونه مصدرًا للقوة، قد يتعرض للتحديات والاختبارات، وقد يفقد قوته في مواجهة الصعاب.
في النهاية، نجد أن الحياة هي رحلة مستمرة بين الانحدار والقمم. إنها رحلة تتطلب منا الصبر والتصميم والقوة. ولكن، في نهاية المطاف، نجد أنفسنا أقدر على مواجهة التحديات والوصول إلى أهدافنا.
هكذا، نجد أن الانحدار والقمم هما جزءان لا يتجزأن من الحياة. إنها رحلة مستمرة من التحديات والنجاحات، ومن خلالها نتعلم ونتطور ونصبح أقوى.
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثّاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.