facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لماذا منعوا الوزراء من زيارة الضفة؟


ماهر ابو طير
01-06-2025 12:54 AM

منعت إسرائيل، حتى ساعة كتابة هذه السطور، وزراء خارجية عرب من زيارة رام الله في الضفة الغربية المقررة الأحد، وقد تحدث هذه الزيارة لاحقا.
دلالات المنع الإسرائيلية أخطر بكثير من منع وزراء خارجية عرب، فهي تقول إن الضفة الغربية إسرائيلية، وليست فلسطينية، والسيادة عليها إسرائيلية أيضا، ولا شرعية بالمفهوم الإسرائيلي لسلطة أوسلو التي كان الوزراء يريدون زيارتها، وهذا المنع يؤشر فعليا إلى أن لا دولة فلسطينية ستقام في الضفة الغربية.

لقد قيل مرارا إن الضفة الغربية أهم بكثير لإسرائيل من غزة، لاعتبارات تاريخية ودينية، حيث تدعي إسرائيل أن دولة يهودا والسامرة اقيمت فيها، كما أن فيها القدس والخليل ونابلس وهي مناطق مصنفة توارتيا بكونها مناطق مقدسية، ومع هذا فإن موارد الضفة الغربية الزراعية والمائية غنية جدا تتفوق على غزة ومناطق ثانية، فيما تتفوق شواطئ مناطق فلسطين 1948 بالغاز والنفط.

لن تسمح إسرائيل لوزراء خارجية عرب بزيارة رام الله، والقرار بيدها، وهي تمنع الرئيس الفلسطيني ذاته من التحرك من رام الله إلى البيرة المجاورة الا بإذن.
وهي أيضا تتحكم بحركة مسؤولي سلطة أوسلو عبر التنسيق الأمني، والمرور عبر الحواجز، والسفر إلى الأردن أو مصر أو أي دولة، ولا ينجو من العقاب الإسرائيلي الا من كانت أوراقه بيضاء إسرائيليا من هؤلاء للأسف الشديد.

الدلالة الأخطر ترتبط بأمرين، أولهما أن تقويض وجود سلطة أوسلو بهذه الطريقة يعني أن إسرائيل لن تسمح لها بالعودة إلى قطاع غزة، فهي لا تعترف بها في الضفة الغربية، ولن تمنحها شرعية العودة إلى قطاع غزة، بما يؤشر على وضع اسوأ مقبل في القطاع على المستوى السياسي والأمني والاجتماعي.

ثانيهما أن اتفاقية اوسلو تم دفنها عملياً، واجراءات الدفن جارية على قدم وساق، عبر التعسف الأمني، وعبر التجفيف الاقتصادي، الذي وصل حد عدم الاعتراف بمليارات الشيكلات والمقدرة بخمسة مليارات شيكل، أي مليار دينار أردني موجودة بيد الناس وفي مصارف الضفة الغربية، وهذا يعني تفليس الفلسطينيين، وأيضا منع الفلسطينيين من العمل، ثم مشروع اقامة جدار عازل مع الأردن مؤخرا بما يعني شطب جغرافيا غور الأردن من الجهة الغربية من المشروع الفلسطيني، وما يجري من استباحات في الأقصى ومدينة القدس.

السلطة هنا تحولت بشكل واضح إلى شركة أمنية تقدم الخدمات للاحتلال، حتى دون أن تقبض، سوى السلامة الفردية المؤقتة، لكنها لم تعد نواة لدولة فلسطينية.
المفارقة أن إسرائيل هنا لا تريد مقاومة من غزة، ولا تريد أيضا سلاما في الضفة، فهي تحارب النموذجين، ولو كان نموذج الضفة الغربية يؤدي إلى ثمرة سياسية، لفكرنا في الأمر، مقارنة بما يحدث في غزة، لكن المشترك بينهما أن النتيجة الإسرائيلية واحدة، وتستهدف شطب الديموغرافيا الفلسطينية من كل فلسطين.

هذا يعني أن المخطط لم ينته، ولن ينتهي بهدنة مؤقتة أو دائمة، والذين يظنون أن الحرب ستضع أوزارها بمجرد وقف الحرب في غزة، يتوهمون لانهم لا يريدون الاعتراف أن ذروة المشروع الإسرائيلي لا تقف عند هذا الحد، وربما يستفاد من الهدنة للتفرغ لإيران، ثم العودة إلى غزة والضفة الغربية، إذا لم تحدث صفقة مع طهران، وهذا يقول إن المنطقة ما تزال تغلي حتى الآن، برغم السكون الظاهر.

مواصلة الكلام عن حل الدولتين، متاجرة في الوهم أيضا، ولا أعرف ماذا ينتظر الفلسطنييون والعرب للخروج والاقرار علنا أن لا دولة فلسطينية على الطريق.
اما الحل الوحيد لكل هذا الواقع فنعرفه جميعا.

الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :