نتحدث عن مهددات السلم المجتمعي كالمخدرات وحوادث السير والعنف والجريمة، وكلها بالنهاية تؤرق مضاجع البيت الأردني وتنهك سكينة الدار وطمأنينة الأبناء وتقصر الأعمار وتهدم الأعمار وتفقر الأسرة وتسلب سعادة حياتها.
فإلى متى هذا الهلاك الأسري للبيت الأردني؟ وقد ضاقت أخلاق الناس ذرعًا بأهلها، فعمت الجريمة وانتشرت المخدرات وزادت حالات الطلاق وتشرد الأبناء في الشوارع وتسرب الطلاب من المدارس وكثرت المشاجرات والمناحرات وتفشى الغل الاجتماعي.
ما عادت الأسرة آمنة في سربها ولا في نومها ولا ليلها أو نهارها! إلى أين أنتم ذاهبون بأنفسكم وأسركم ومجتمعكم في هذا الخضم المتلاطم من الفوضى والعنف والإجرام؟
يا أردنيون، أنتم أهل النخوة والشهامة والصبر والحكمة، ما كان ليوم من الأيام أن تأخذ أحدكم العزة بالاثم، وما كانت أسركم في تاريخ آبائكم وأجدادكم إلا واحات لأمن الحياة وطمأنينة العيش بسكينة وسلام.
فما بالكم اليوم ولا تكاد أسرة إلا وقد يكون حل بها مصيبة أو هزت مضاجعها كارثة؟ فما عاد عيدنا عيد ولا فرحنا سرور ولا سرورنا بهجة. وفي كل يوم تطالعنا وسائل الإعلام عن حادثة هنا وفاجعة هناك وكلها تدمي القلوب وتدمع العيون وتؤلم النفوس وتغضب وجه الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ما عدنا ندعو لأنفسنا بأن يتقبل الله طاعاتنا بقدر ما أصبحنا ندعوه جل وعلا أن يجنبنا شر اللاءذات وشر بني آدم أكثر من شر الشيطان. فما هذا الزمان إلا لمن سلمت نفسه من شر نفسه وارتضى لحياته أن رأس الحكمة مخافة الله.
يا اهل الاردن الكرام ياشعبنا العظيم في كل محافظات المملكة والويتها وقراها وبواديها ومخيماتها عودوا الى حيث كنتم اصحاب الود والرحمة والصبر وانثروا الوئام بينكم واكظموا غيضكم واجعلوا من الصفح والعفو طاعة لكم وشيمتكم وانتم الكرام وابناء الاكرمين ولا يبدل الوئام بالخصام الا الرجال الكرماء الاشداء عند الشدائد والصبر على المحن
نتمنى على شيوخ ووجهاء العشائر واهل القدر والمقدرين في وطننا ان يهبوا بمبادرة وطنية لتحقيق المصالحات بين الفرقاء في مجتمعنا من اهل الدم والقضايا التي باتت تعج في محاكمنا لطالما صارت دمائنا تنزف وتستنزف سلامة وطمأنينة اسرنا وسكينة مجتمعنا