facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القائد الحقيقي


فيصل سلايطة
09-06-2025 11:33 AM

طبيعة العرب التكوينية و السلوكية ناريّة ، كأنّهم جميعا من برج الاسد أو الحمل أو القوس كما يصفهم من يقرأ الابراج ، لا يحبّون السلام المطلق في العادة ، يميلون نحو المواجهات ، يرون أي اتفاق أو هدنة اعلان لكرامة مسلوبة ، أو هدر للصورة الفحولية الرجولية لأي مسؤول أو قائد ، لذلك في العقل العربي الجمعي يرتبط القائد بالحروب ، و من لم يخض حربا لا يقدّر في قواميسهم.

حتى أولئك القادة الذين جرّوا بلدانهم نحو حروب لا نتيجة واضحة منها أو منتصر ، كانوا حديث الساحة و الكتب و العقول ، فالمهم في أمّة العرب أن تحارب ، تحارب نفسك؟ تحارب عدوّك؟ تحارب ثقافتك و مستقبلك؟ ضع كلمة الحرب في أي فعل و لا تسأل عن النتائج.

إن تناولنا أمثلة لدعم الفكرة ، سنجد مثلا عبدالناصر ، زعيم الانتصارات الوهمية السحابية ، عدو السلام الأول ، لم يدخل حربا إلّا خسرها ، كان طيبا يؤمن بالعروبة و الوحدة على المستوى الشخصي ، لكن كقائد لم يظفر بأي نِزال.

على الضفة المقابلة ، يحتل صدام حسين مكانة عميقة في اللاوعي العربي ، فهو الزعيم الذي قصف اسرائيل بصواريخ لم تحفر شارعا أو توقع كتيبة ، لكنه الزعيم الروحي للعرب ، الذي استلم العراق في وضع و سلمه في وضع سحيق و دين حمله الشعب العراقي على ظهره لعقود .

صدام الغازي الذي احتل وطنا شقيقا و جارًا ، لم يتناوله العرب من مبدأ التعلّم ، أو السعي لتحليل تجربة بشكل واسع لتفادي تكررها ، لكننا كل يوم نحاول خلق هذه الشخصيات من جديد ، و بغباء نرجو نتيجة مغايرة و مختلفة.

إذن نستنتج أننا كعرب نميل لمن يفتعل الحروب ، مهما كانت نتائجها مدمرة و كارثية ، و نذهب لخلق صورة من الخيانة و الجاسوسية لكل رئيس أو ملك أو مسؤول ، يعلن السلام عنوانا للمرحلة ، بحجة فلسطين أو بغيرها نريد حربا و إن كانت على قطعة أرض أو شبر ماء موحل.

الملك حسين أو الشيخ زايد أو السلطان قابوس و غيرهم من الحكام ، كانوا ينظرون لهذه الحروب نظرة التحجيم لا التضخيم ، فهل كان من الصعب على الراحل الحسين خلق جبهة استنزافية مشتعلة مع اسرائيل طوال حكمه؟

هل كان بعيدا على الشيخ زايد خلق عداوات داخلية و خارجية؟ و هل لم يكن السلطان قابوس قادرا على اشعال ثورات عُمان عوضا عن استخدام مبدأ الاحتواء؟

كل زعيم منهم كان قادرا على جعل عدم الاستقرار ، عنوان عريضا لحكمه ، و كلهم مرت بلدانهم بظروف و ثورات و اقتتالات تمت السيطرة عليها بأقل الخسائر...

لكن للأسف من يتبع هذا النهج اليوم يعتبر ضعيفا ، فإن وضعنا غزة كمقياس سنرى ذات السلسلة و ذات النتائج؟

في خضم هذه المعمعة علينا دائما في الأردن ، أن نكون في قمة الفخر ، قمة الامتنان لقائد جنّبنا ويلات الحروب ، لملك يعي قيمة السلام ، و يعرف جيدا من الذي يفتعل الحروب و لصالح من هذه المعارك.

فكل عام و الوطن و قائده بألف خير ، بمناسبة عيد الجلوس الملكيّ.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :