facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حين تذوب العنجهية النووية تحت أزيز الطائرات


د. هاني العدوان
13-06-2025 05:49 PM

في ضربة قاسية وإن كانت متوقعة، انقشع ضباب الفخر الإيراني عن مشهد يعيد تشكيل معادلات القوة في الشرق الأوسط، إسرائيل تشن هجوما جويا واسعا ومدمرا على إيران، تدمر منشأة نوويه، وتقتل عددا من القادة العسكريين البارزين، بينهم قائد في الحرس الثوري، وخبير في الطاقة الذرية، وتبعثر ملفات اليورانيوم المخصب كما تبعثر الريح أوراق الخريف.

أين تلك الهالة التي ظلت طهران تصدرها عبر الأثير وعبر "الميليشيا إكسبريس" الممتد من الضاحية إلى صنعاء، أين صراخ "الرد المزلزل" وتهديدات "سنرد في الزمان والمكان المناسبين"، ها هو المكان معلوم، والزمان موثق، والطائرات التي قصفت لم تطلب فيزا، ولم تنتظر ختم الجوازات، بل دخلت وخرجت وكأنها تتسوق في سوق شعبي بلا حراسة ولا كاميرات مراقبة.

إيران التي تسوق نفسها كقوة لا تقهر، اتضح أنها تمارس السياسة على طريقة "باب الحارة"، كثير من الصراخ، كثير من لطم العمائم، وقليل من الفعل، تختبئ خلف أذرعها، حزب الله في لبنان، الحوثي في اليمن، وميليشيات لا عد لها ولا حصر في العراق وسوريا، تسلح وتغذي الفوضى وتتآمر على الجوار، لكنها حين تضرب في الصميم، تتلعثم بياناتها وتبدأ بتوزيع الاتهامات كمن يوزع التمر في المأتم.

الضربة لم تكن عسكرية فحسب، بل صفعة على وجه الهيبة الإيرانية، وركلة قوية على خاصرة مشروعها التوسعي المترنح، والعالم لم ينتظر ردا منها، لأنه يعرف أنها لا ترد إلا عبر الوكلاء، أما هي، فتكتفي بإرسال طائرات مسيرة تسقط قبل أن تصل، وصواريخ تعرض على الشاشات أكثر مما تطلق في الواقع، و"تحذير شديد اللهجة" يُرسل على تطبيق تيليغرام مثل إعلان تخفيضات نهاية الموسم.

وإذا كانت هذه الضربة، في المنظور الأمريكي الإسرائيلي، هي الخطوة الأولى لتقليم أظافر متمرد هش، فنحن على أعتاب تصعيد قد لا يبقى محصورا بين طهران وتل أبيب، فإسرائيل لا تطيق رؤية منشآت نووية تقترب من الاكتمال، وإيران لا تملك رفاهية التراجع، وقد رهنت وجودها كله في شعار "إسرائيل ستمحى من الوجود"، لكنها اليوم تجد نفسها تبحث عن وجودها أولا.

هل ستتحول هذه المواجهة إلى شرارة لحرب عالمية، الأمر مرهون بتوقيت الحماقة، إذا قررت طهران الرد، سواء بشكل مباشر أو عبر أذرعها المعتادة، وحماقة أكبر في رد اسرائيلي أشد وطأة، حينها قد تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة للتدخل، بينما تراقب الصين المشهد بعين التاجر الذكي، تدعم تحت الطاولة وتعد الأرباح بهدوء، أما روسيا، فقد ترى في الفوضى فرصة ذهبية لاسترداد هيبة ضاعت في ثلوج أوكرانيا، في حين تلوح كوريا الشمالية من بعيد مستعدة لتقديم عرض نووي بطريقتها الخاصة، وكأننا أمام سيرك دولي كل لاعب فيه يلمع سلاحه في الظلام.

نحن إذن أمام إحتمال مواجهة كبرى بين شرق غاضب يتضور جوعا إلى الهيبة والانتقام، وغرب مصمم على ألا يتخلى عن قيادة العالم، إيران اليوم وقعت في فخ عنجهيتها، صدقت كذبتها الكبرى، ففوجئت بما لم تحسب حسابا له، الرد إن حدث، سيكون آخر أوراقها، وإن بلعت الصفعة بصمت، فذلك أول اعتراف غير معلن بأن جمهورية اللطم كانت أكبر فقاعة في التاريخ المعاصر، تتآمر، وتهدد وتتوعد وتنهار حين يطرق الباب.

ربما على إيران بعد هذه الصفعة أن تستدعي قاسم سليماني من قبره، لا ليقود الجبهة، بل ليشرح لها كم أهدرت من دماء أبرياء في سوريا والعراق واليمن، ولبنان.

اللهم لا شماتة..

اللهم اضرب الظالمين بالظالمين..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :