السلام .. نغمة الأمل في سيمفونية الحياة
عبدالله محمد الربيع
16-06-2025 11:48 AM
في صمت المساء، حين تهمس نجوم السماء بسرّ قديم ينبض في أعماق الوجدان، ينبثق السلام كفجرٍ هادئ بعد عواصف العمر. هو ليس مجرد غيابٍ للضجيج والموجوع، بل هو رسائل مكتوبة بالحروف الذهبية، تعانق روح الإنسان وتبعث فيه الحلم بأن الغد يحمل في طياته وشاح الأمل.
يستعصي على القلوب أن تكتفي بنغم الحرب الذي يملأ الفضاء بكلمات موحشة تذيب مشاعر الوفاء. ففي كل قطرة من دموع الليل، وفي كل أحزان الأيام، يبزغ السلام كزهرةٍ نادرة تجمع بين القوة والحنان؛ يروي الأرض العطشى ويرسم على وجه الزمن لوحةً من نورٍ وإشراق.
أدعو إليكم، يا من تهدون كلماتي وترى بعمق أحلامي، أن تكون كلمة السلام نبراساً ينير دروبنا، لا سمةً من سمات الانقسام والمأساة. فكل كلمة مني تنبض بثورة الوجدان، وفي كل سطرٍ تروي قصيدةً تهتف بأن الحياة تستحق أن تُعاش في ضوء مليء بالود والترحاب.
إني أدعو للسلام في كل مكان وزمان، إذ أؤمن بأن النبوة الحقيقية تكمن في تحويل الألم إلى حوارٍ يُعيد الوصال بين الأرواح. في معترك الحياة المتصارعة، يصبح السلام لغةً عالميةً، تُزهر بها الثقة ويُكتب بها تاريخٌ لا يعرف اليأس، بل يمضي في رباطٍ من الإيمان بأن الإنسان قادر على صنع عالمٍ تُزهر فيه الإنسانية معاني الكَرَم والدفء.
دعونا نخط بمداد الحرير حكاية جديدة، تتحدى فصول العنف وتعلو بروحٍ عارمةٍ من الصفاء. إن ليالي الصمت تحمل بين طياتها أسرار السلام، وفي كل همسة من همس الرياح عمقٌ يشهد على أن الحب، رغم قسوته التجريدي، يستطيع أن يعيد صياغة معاني العطاء.
أنا، وقلمي، ومنظري الأدبي، أدعو للسلام في كل زاوية من زوايا الوجود؛ لأن السلام هو ذروة الوجود، هو أجمل قصيدة تُرنم على أوتار القلب، وهو رؤيا يونسها كل روح تتوق إلى لقاء الحقيقة في عالمٍ يسكنه نور الرحمة ويعمل فيه الناس على بناء حضارة ترتقي بالروح والخلق.
إن دعواتي للسلام ليست مجرد كلمات عابرة، بل هي شذراتٍ من عبقِ الوجدان الإنساني، تنسجها يدُ التفاؤل وتتوشّحها ألوان الأمل، لتصبح رسالةً سامية تمتدُّ عبر الأزمان والأنحاء، معلنةً أن السلام ليس خياراً بل هو أساسُ الحياة ومعنى الوجود.