facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ولاء العمر .. بين قناعة المواطن وصدق الهاشميين‏


بهاء الدين المعايطة
16-06-2025 09:58 PM

‏منذ تسعةٍ وعشرين عامًا من عمري، مررتُ خلالها بالعديد من المواقف التي أثبتُ فيها شيئًا واحدًا: أن الصدق لا يُقاس بالمصالح، وأن القناعة هي البوصلة الحقيقية للمواقف. لم أُجامل يومًا لأجل مصلحة، ولم أكتب هذا المقال طمعًا في رضا أحد، بل كتبته من قناعة راسخة، ومن إحساس بالمسؤولية تجاه من حملوا همومنا جميعًا، ولم يتقاعسوا يومًا عن خدمتنا.

‏كتبتُ لأننا بحاجة إلى أن نكون صادقين، أوفياء، منصفين مع من ظلوا أوفياء لهذا الوطن وشعبه، دون تردد أو انتظار شكر."

‏منذ تسعةٍ وعشرين عامًا، وأنا أُصارعُ الحياة بخطى ثابتة، لا أنحني للعواصف، ولا أستسلم للعقبات. سعيتُ دومًا أن أحمل الحياة ببساطتها، فلم أحلم يومًا بأن أكون صاحب شأن، ولم أرغب في القصور أو الفلل، ولا راودني الطموح لامتلاك السيارات أو تقاضي الرواتب الباهظة. كان كل همّي أن أكون راضيًا بما قسمه الله لي، وأن أحيا حياةً متواضعة، تشبه حياة الكثيرين من البسطاء، أولئك الذين يجدون في القليل سعادة، وفي الرضا غنى، وفي القناعة راحة لا تُشترى.

‏منذ تسعةٍ وعشرين عامًا، رأيتُ الكثير من المسؤولين، حتى من هم في أدنى مراتب المسؤولية في وطني، وشهدتُ بأمّ عيني التخاذل الذي يحملونه تجاه أبناء وطنهم. رأيتُ كيف تخلّى بعضهم عن مبادئ الأمانة والعدل، وكيف غابت عنهم صفات الوفاء والصدق التي لا تليق إلا بمن يحمل ثقة سيدي، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه. رأيتُ وجوهاً لا تصلح أن تمثل الوطن، ولا أن تكون قريبة من هموم أبنائه، ولا أن تحمل الأمانة التي عاهد الملكُ شعبَه على صونها.

‏في مسيرة حياتي، أدركتُ أن صدق الهاشميين لا يُشبهه صدق، ولا يحمله أحد كما يحملونه هم، رغم بُعدي الشخصي عنهم. رأيت حنيّة سيدي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، وملامح القرب الحقيقي في وجه الأمير الحسن بن طلال، حفظه الله، وشعرت بالمحبة الصادقة التي يحملونها لأبناء شعبهم. أنا منذ زمنٍ بعيد كنت أعلم ذلك في قلبي، وها أنا اليوم، أكثر يقينًا وسعادة بما علمت. فالثقة التي نضعها فيهم لم تأتِ من فراغ، بل من تاريخٍ نقي، ووفاءٍ لا يتغيّر، وإنسانيةٍ تفيض دفئًا على الوطن وأبنائه.

‏لقد رأيتُ في الهاشميين ما لم أره في كثيرٍ ممن تصدّروا المشهد؛ رأيت فيهم قلبًا نابضًا بالوفاء، ويدًا تمتد بالعطاء، وأذنًا تُصغي لنبض الناس قبل أصواتهم. لم يكونوا يومًا بعيدين، بل كانوا الأقرب في المواقف، والأصدق في الأزمات، والأوفى حين خذل البعض وطنهم وأهله. سيدي جلالة الملك عبدالله الثاني، ما زلت تمشي بين الناس، تحتضن آمالهم وتُجدد ثقتهم، وتُعيد للوطن صورته التي نحب. والأمير الحسن بن طلال، هذا الرجل الوقور، لم يكن يومًا إلا صورةً للعلم والحكمة والاعتدال.

‏واليوم، وبعد كل هذه السنوات، أقولها بصدق لستُ نادمًا على إيماني بكم، ولا خائبًا بثقتي فيكم. بل أنا ممتنّ لما عرفته عنكم، فخور بما رأيتُ منكم. أنتم الحكاية التي لم تخذلنا، والظل الذي لم يبتعد، والقدوة التي لا تزال تضيء لنا الطريق.

‏ليت الجميع يستطيع أن يتعلم منكم، ولو القليل؛ ليتهم يدركون عظمة ما تحملونه في قلوبكم من صدق ومحبة ونقاء. ليت كل من تصدّر المشهد حمل شيئًا من حكمتكم، وتواضعكم، وحرصكم على هذا الوطن.

‏نحن اليوم، نقف بثبات إلى جانب الوطن، ونجدد العهد والولاء خلف سيدي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله. نقف خلف وطنٍ لم يبخل علينا بشيء، وطنٍ منحنا الانتماء والكرامة، والتاريخ الذي نفخر به، والحاضر الذي نسعى جميعًا لحمايته.

‏وندعو الله أن يحفظ هذا الوطن العزيز، ويحفظ قائده، سيدي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، والعائلة الهاشمية المباركة، ذخراً وسنداً للأردن وشعبه، وعزًّا وفخرًا لأمتينا العربية والإسلامية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :