الأم الأصيلة و اختطاف المقاومة "ج 2"
مهند أبو فلاح
19-06-2025 12:48 PM
كيان الاحتلال يجتاح لبنان للمرة الثانية بعد أربعة أعوام من الاجتياح الاول الذي حدث في عام 1978 لكن المشهد اختلف هذه المرة ، وحدات من الحرس الثوري الإيراني تدفقت على مدينة بعلبك في أقصى شمال سهل البقاع شرقي لبنان لتؤسس ما عرف لاحقا بحزب الله الموالي بطهران ، خلافا لما حصل في آذار / مارس من العام 1978 حينما تدفق المقاتلون المتطوعون من العراق للالتحاق بصفوف جبهة التحرير العربية الفصيل الفلسطيني التابع لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في بغداد الرشيد و خاصة في منطقة قلعة الشقيف ( أرنون ) جنوبي بلاد الارز، بالقرب من مدينة النبطية .
لم يكن الأمر محض مصادفة أو خبط عشواء في ليلة ظلماء فهذا الاختلاف كان محصلة عملية تخطيط مبرمجة حدثت على مدار السنوات الأربع السابقة، فقد أطلقت حركة أمل حملة اغتيالات و تصفيات مسعورة ضد كوادر و قيادات حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية في لبنان طالت رموزا نضالية مشهودا لها من أمثال الشاعر موسى شعيب عضو قيادة قطر لبنان في حزب البعث و الدكتور عبد الوهاب الكيالي أمين عام اتحاد المؤرخين العرب ناهيك عن نسف مقر السفارة العراقية في بيروت أواخر العام 1981 و التي أودت بحياة المئات من الأشخاص ، فكان لا بد من إقصاء البعث عن المشهد النضالي في بلاد الارز و منعه من الاضطلاع بدوره الريادي في مواجهة الصهيونية حتى يتاح المجال لصعود قوى أخرى لتحل محله في هذا المجال .
عملية الاستبدال و الاحلال هذه لم تأت من فراغ بل أتت ثمرة جهود جبارة و مخططات وضعتها القوى الطائفية الظلامية المعادية للأمة العربية و التي سعت جاهدة للقضاء على بذرة الحق و شجرتها الطيبة المباركة و اجتثاثها من مسرح الأحداث ليستنى لها ارتداء ثوب المقاومة الطهور و تلبيس الحق بالباطل و خلط الأوراق على نحو مماثل لما نراه في وقتنا الحاضر من اختلاط الخنادق.