هل سيتغيّر نظام الحكم في إيران؟
د.محمد البدور
20-06-2025 03:18 PM
بعد أن شنّت إسرائيل عدوانها على غزة، غداة هجوم حماس في "طوفان الأقصى"، هرع نتنياهو إلى الولايات المتحدة، شاكياً باكياً، ودخل الكونغرس الأمريكي، حيث قوبل بتصفيق حار من أعضائه. وقال في كلمته: اقول لامريكا كما قالها تشرشل: أعطوني الأدوات، لاغيّر لكم."
وما نراه اليوم يؤكد أن أمريكا وحلفاءها قد سلموا نتنياهو تلك الأدوات، ليخوض نيابة عنهم حروبًا أشعلتها إسرائيل بإرادة أمريكية وغربية، وصمت أممي، ويأس عربي وإسلامي.
حماس تلفظ أنفاسها، وحزب الله سلّم روحه، وتغيّر نظام الحكم في سوريا، واحتلت إسرائيل أرضها وجبل شيخها.
الضفة الغربية احتُلّت من جديد، وسلطتها تهاوت.
اليمن ضُربت، ومُدنها قُصفت.
وها هي إيران تتلقى وعدها، بعدما ظلّت إسرائيل تتوعدها، وأمريكا تهددها، لا لأنها دولة تحرير لفلسطين، بل لأنها تنافسهما على النفوذ في الشرق الأوسط القديم والجديد.
فإيران دولة نافذة في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، وغيرها... وهذا التمدد يتعارض مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية.
فهل ستغيّر أمريكا وإسرائيل نظام الحكم في إيران؟
باعتقادي: نعم.
فـ"عهد الخميني" ومشروع تصدير الثورة انتهيا، ولم يعدا ملائمين للشرق الأوسط الجديد. حتى الإيرانيين أنفسهم باتوا غير مقتنعين بذلك العهد، وأصبحوا أكثر استعدادًا من أي وقت مضى للتغيير والانفتاح، والخروج من عنق الزجاجة الخمينية.
وسواء جاء التغيير قسريًا بتدخل خارجي تقوده أمريكا وإسرائيل، أو طوعيًا من خلال إرادة سياسية داخلية وانقلاب على إدارة البلاد؛ فإن مسار التحول بات مرجحًا بشدة.
أمريكا وإسرائيل اليوم تشعران بنشوة الانتصار، بعد أن تحققت بإرادتهما أهدافٌ كانت مبيتة في أدراج غرف السياسة المظلمة في الشرق الأوسط.
وبعد إيران، قد يأتي الدور على اليمن، ثم غيرها...
وهكذا تسير عجلة التغيير، تقودها أمريكا وحلفاؤها، وتدفعها مجاذيف إسرائيل.
ولذلك، لا تزال المنطقة أمام فترة طويلة محمّلة بالصراعات والحروب، تقودها إسرائيل بإرادة أمريكية، تحت شعار جديد:
"السلام بالقوة، والاستسلام كخيار."