كنتُ قبل يومين، اجلس في " الحانوت" اي " الدكان" او " السوبر ماركت".. وهي عادتي عندما اذهب الى أماكن مختلفة لاصطياد الأفكار لكتاباتي.
جاءت سيدة جميلة جدا وأخذت تتحدث بصوت عال وهي تجمع مشترياتها من مواد التنظيف والاجبان والالبان وغيرها.
كان واضحا من ثرثرتها ان لديها ما تود قوله أو التنفيس عن نفسها أو ما نسميه" الفضفضة ".
كانت عيناي ترقبان السيدة اولا لأنها جميلة والأهم انني شعرت انها " مخنوقة". لاحظت نظراتي فقالت ياعمّي، مع أنني لا أكبرها سوى باعوام قليلة،. لكن ككل النساء تأبى ان تعترف بأنها تكبر مثلنا نحن الرجال / الخناشير.
منحتُها ابتسامة بريئة سهّلت مهمتها.
قالت إنها خائفة من الصواريخ ومن القنابل النووية التي قد تسقط عليها جراء العدوان الاسرائيلي والرد الايراني.
وأشارت السيدة الجميلة، وانا بصراحة اشفقت عليها من خوف لا استطيع تبريره ولا انكاره، إلى أبنائها الذين يصعدون إلى سطح العمارة لمشاهدة الصواريخ العابرة وكأنهم يشاهدون لعبة " أتاري".
فكرت بكلام قد يغيّر الموضوع وربما ينأى بالسيدة عن الاحساس بالخوف.
قلت لها وهي تنتظر تفسيري بعد أن عرفت انني صحفي والمفروض أنني اعرف كل شيء.
تأملتُ عينيها الحائرتين وحضرت على لساني هذه الكلمات :
الصواريخ لا تصيب الجميلات..
وفجأة.. لاحت ابتسامة خجولة من السيدة وقالت :
والله يا عمّي..
ولم تسعفها الكلمات التي اختلطت الدهشة.
وقبل ان تغادر المكان لمحتُ راحة وابتسامة رضا على محياها
مؤكد انها ارتاحت للاطراء والمديح... وشعرَت ان الأنوثة والحساس بالجمال افضل رد على الصواريخ العابرة ل الخوف..!!