الملك والأردن في مواجهة الارهاب
أحمد الحوراني
24-06-2025 01:21 PM
كان الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني سبّاقًا في الدعوة إلى مواجهة الإرهاب الذي لم يبقي منطقة ولم يذر مكانًا إلا وكانت له نتائجه الكارثية في مناطق واسعة من العالم، وكثيرًا وفي مناسبات ولقاءات دولية متعددة، فقد تنبّه جلالته ونبّه إلى ضرورة التصدي للمخاوف المشتركة والأخطار التي تتسبب بها الأعمال الإرهابية والتي من شأنها تقويض دعائم الأمن والاستقرار مما يستوجب العمل وفق رؤى موحّدة وقناعات راسخة بأن الإرهاب لا دين ولا وطن له، و يقول جلالته في كلمة له في مؤتمر القمة العربية في نواكشوط في العام 2017 (أن الإرهاب الذي يعصف بمنطقتنا لا يعترف بحدود أو جنسية، وهو يسعى لتشويه صورة الإسلام ورسالته السمحة، والتصدي له والحرب عليه هي حربنا نحن المسلمين).
لعب الأردن دورًا محوريًا في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم، واتخذت المملكة الأردنية الهاشمية من العمل المشترك نهجًا مع جميع شركائها الإقليميين والدوليين لتعزيز السلام والازدهار والاحترام المتبادل حول العالم، وظلّ جلالة الملك يؤمن بالفرص الكبيرة التي يجب استغلالها من أجل بناء عالم أفضل تنعم فيه الإنسانية جمعاء بالسلام والأمن.
رؤية جلالة الملك في مواجهة الإرهاب اكتسبت صفة الاستمرارية، وتحت ذلك كانت تحذيرات جلالته تشكل مرتكزًا ثابتًا في خطابه السياسي واعتبر أن العمل على المدى البعيد لمواجهة الإرهاب يجب أن يشكل أولوية قصوى باعتبار أن الإرهاب بجميع أشكاله آخذ بالتطور باستمرار وأن مواجهته تتطلب حزمًا دوليًا ونهجًا شموليًا يعالج النواحي الأمنية وجميع الأدوات والوسائل التي يستغلها المتطرفون، وفي هذا الصدد أستذكر مشاركة جلالة الملك في في أيار من العام 2019 في الاجتماع رفيع المستوى في قمة "نداء كرايست تشيرش" حيث انصبّ تركيزه على حماية الإنترنت من أولئك الذين يسيئون استخدامه من أجل إلحاق الأذى بالآخرين، وفي نفس الصدد وتحديدًا في عام 2015 وفي سعيه لإيجاد منظومة جديدة للتعاون الدولي في مجال الأمن العالمي، كان الأردن قد أطلق مبادرة "اجتماعات العقبة" والتي وجّهت جهودها إلى محاربة خطاب الكراهية أينما وجد وكان التركيز على مفهوم ان الحوار بين الحكومات والمجتمع المدني وقطاع التكنولوجيا يعتبر أمر مركزي في هذه المبادرة.
تزداد حاجة العالم اليوم لصوت جلالة الملك ولرؤاه المستفيضة والمتزنة واستثمار حجم جهوده ودعواته الكبيرة لاستعادة الزخم للنظام العالمي المبني على الشراكة والذي يضع الحفاظ على حياة الشعوب في عمق أولوياته، ومن غير الممكن الحديث عن دور الأردن وجلالة الملك في مواجهة الارهاب دون الإشارة إلى مبادرات ريادية أطلقها الملك عبدالله الثاني والتي نتج عنها حوارات إيجابية في جميع أنحاء العالم والتي كانت "رسالة عمان" و "كلمة سواء" من أبرزها فضلًا عن تبنّي الأردن لمبادرة "الوئام بين الأديان" وهي إحدى مبادرات الأمم المتحدة لتشجيع الحوار الساعي إلى الاحترام المتبادل وتعظيم قيم المحبة والتسامح وقبول الآخر.