facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكلاب أم الإنسان؟


فارس الحباشنة
25-06-2025 01:06 AM

كلاب ضالة تغزو المدن والقرى في الأردن. ولم يعد خبر وشكوى الأردنيين من الكلاب الضالة مقتصرًا على مدينة الزرقاء والرصيفة، وجنوب عمان.

وأنها ظاهرة يومية، وتُثِير رعبًا وخوفًا بين الناس، وخصوصًا الأطفال وكبار السن. يوميًّا نصحو على أخبار سيئة ومزعجة عن الكلاب الضالة. كلاب تعتدي على مواطنين، وكلاب تقتحم بيوتًا ومحالّ تجارية.

وصلني قبل أيام فيديو من قرية الربة في الكرك.

كلاب ضالة تدخل إلى دكان، وتنهش طفلًا على باب الدكان، وتعض «صاحب الدكان»، وتُخلِّف خرابًا وفسادًا، وتخرج من الدكان تعوي، ولا يعلو صوتها صوت في القرية. فيديوهات كثيرة تنتشر على السوشيال ميديا، وفي حوادث راح ضحيتها أطفال عضّتهم كلاب، وأدّت إلى إصابتهم بأمراض خطيرة. ازدهرت ظاهرة الكلاب الضالة من بدايات موسم كورونا وأيام الحظر الشامل والجزئي.

ولا توجد إحصائيات رسمية لحوادث اعتداء الكلاب على المواطنين، ولا إحصاءات رسمية لبلاغات وشكاوى المواطنين من الكلاب الضالة.

أمانة عمان والبلديات لا تملك خطة ناجعة وواضحة في التعامل مع ظاهرة الكلاب الضالة.

لا إدارات لحماية الصحة العامة، ولا توظيف لكوادر بيطرية، ولا صياغة قانون يُؤطِّر التعامل مع الحيوانات. أطفال يتعرضون لاعتداءات وحوادث عض، وكلاب تغزو بيوتًا، وتنهش رجالًا ونساءً كبارًا في السن. انتشار الكلاب الضالة يزداد يوميًّا، وعلى أرض الواقع الكلاب تحتل أماكن شاسعة من الجغرافيا الأردنية.

وتنتشر الكلاب بين الأحياء والحارات، وتشكل مصدر إزعاج وقلق وخطر للسلامة العامة.

قانونيًّا، تهتز منظمات مدنية إن سمعت خبرًا عن قتل الكلاب الضالة. فماذا يفعل المواطنون المحاصرون من الكلاب الضالة الغازية؟

وفي ظل غياب أي حلول إجرائية بلدية، فإن إطلاق مواطن النار أو وضع سموم للكلاب الضالة، تقوم الدنيا ولا تقعد، ويتحول إلى مجرم بحق الحيوانات، ويتعرض إلى انتقادات حقوقية من منظمات الحيوان، وقد يُحبس ويُجَرَّم ويُشَهَّر به، ويشمس، ويتعرض إلى ملاحقة إدارية.

خطر الكلاب ليس في حوادث الاعتداء فحسب. الكلاب حوّلت حياة الناس إلى بائسة ومحطّمة نفسيًّا، ويعيشون تحت أصوات النباح ليلًا ونهارًا، وفي الطرقات يصعب المرور من حركة الكلاب.

تفاصيل يومية مزعجة تؤثر على حياة المواطن الأردني الحزين. ناشطون مدنيون، رموا وراء ظهرهم كل المصائب والويلات الاجتماعية والإنسانية في الأردن، ودوشوا الإعلام والرأي العام في موضوع قتل الكلاب الضالة. احترام الحيوان واجب أخلاقي. ولكن، يجب ألّا يُسمَح باستغلاله ضمن سياقات تُهمِّش وتقتل الإنسان على حساب ولمصلحة الحيوان.

وعند تعرض مواطن لاعتداء من كلاب ضالة، على الدولة أن تتدخل وتوفر غطاء حماية إجرائيًّا وقانونيًّا لحماية الإنسان، وهو أقدس أقداس الوجود.

لا تعارض بين حقّي الحيوان والإنسان في الوجود، بل إن الموضوع بحاجة إلى أن تُفعَّل قوانين وضوابط وأدوات لحماية حياة الإنسان واحترام كرامته.

"الدستور"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :