العيسوي وحسان مكتبهم الميدان
د. عبدالله الشرعة
27-06-2025 10:26 PM
هذا ليس عنواناً براقاً لمقر حكومي جديد ولا شعاراً لحملة مؤقتة بل هو وصف دقيق لنهج متجذر في العمل العام تجسده يوميا خطى ثابتة على تراب الوطن.
خطى معالي يوسف العيسوي رئيس الديوان الملكي الهاشمي وخطى دولة جعفر حسان رئيس الوزراء إنهما يكتبان فصلا جديدا في مفهوم القيادة ليس من خلف المكاتب الواسعة بل من قلب الحاجة ومن صلب المعاناة حيث يلامس الإنسان واقع حياته اليومية.
مسؤولين من الشعب يسيران على الأقدام لا تفصلهم حواجز أمنية كثيفة عن المواطن الذي يقف بجانبهما يتحدثان بلهجة الأهل يسألان بتفاصيل دقيقة عن معيشته عن دواء مريض عن كتاب تلميذ عن فرصة عمل شاب و عن مشروع صغير يتطلع لرأس المال.
لا عناوين كبرى بل هموم صغرى هي عندهم كبرى هذا هو العيسوي وهذا هو حسان في الميدان ليسا في زيارة رسمية مبرمجة سلفا بمحطات محددة ووجوه معروفة بل في جولات مفاجئة تصل إلى أبعد قرية في الشمال وأعمق تجمع في الجنوب وأضيق حارة في المدن الكبرى.
لا يعلنون قدومهم لا ينتظرون استقبالا يريدون رؤية الحقيقة كما هي بلا تزيين ولا تجميل يلتقطون الصورة كاملة بظلالها وأضوائها بجمالها وتحدياتها.
مكتبهما هو الميدان حيث ينتظر المواطن البسيط حلما يتحقق أو عبئا يخفف.
العيسوي بصفته امتدادا لثقة الملك ومرآة لتوجيهاته السامية الدائمة بالتواجد بين الناس والاستماع لهم مباشرة يحمل همومهم وطموحاتهم بكل إخلاص ويعود بها إلى حيث يمكن تحويلها إلى سياسات وإجراءات ملموسة.
وحسان بصفته المسؤول التنفيذي الأول ينقل هذه الصورة الواقعية الحية إلى حكومته يدفعها للعمل بوتيرة أسرع وبإحساس أعمق بالمسؤولية تجاه كل فرد في هذا الوطن.
عمل دؤوب متواصل في الميدان يقاس بتأثيره المباشر على حياة الناس بتحسين الخدمات في مستشفى ناء بفتح طريق معطل بتسريع إنجاز معاملة، و بتوفير دعم عاجل لأسرة في محنة بتذليل عقبة أمام مستثمر صغير.
يرى الناس العيسوي وحسان في السوق في المركز الصحي في المدرسة في موقع إنشاء مشروع في منطقة زراعية تعاني من شح المياه يجلسان على بساط بسيط في ديوانية أو على كرسي في منزل متواضع يشربان القهوة ويسمعان بكل حواسهما ليس فقط للكلمات بل لما بين السطور.
الميدان هو مدرستهما وهو امتحانهما اليومي الدائم رجلان في موقع مسؤولية كبيرة رؤيتهم أن الفاصل بين القرار وتأثيره الحقيقي على الأرض هو المسافة التي تقطعها اقدام المسؤولين إلى حيث يعيش الناس حيث تنبع المشاكل وتنضج الحلول.
العيسوي وحسان ومكتب الميدان ليس شعارا إنه واقع يومي يشهده تراب الأردن ويروى عنه أهله قصة إرادة لا تعرف الكلل تبحث عن الحقيقة في عيون الناس وتصنع الفارق بخطى لا تتوقف على درب خدمة الوطن والمواطن.