عبدالرزاق طبيشات في وجدان الملك وذاكرة الناس
أحمد الحوراني
29-06-2025 10:36 AM
يوم أمس قام رئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي بزيارة إلى الدكتور عبدالرزاق طبيشات ونقل إليه تمنيات ودعوات جلالة الملك وسمو ولي عهد الأمين بالصحة والعافية والشفاء العاجل، ولعلَّ الإمعان في مضامين الزيارة الكريمة ليحمل في طيّاته العديد من الإشارات والدلائل التي تبرزُ عُمق العلاقة التي تربط القيادة الهاشمية الحكيمة مع المواطن الأردني ورجالات الدولة من مدنيين وعسكريين وسياسيين وما إلى ذلك، وهذه السياسة الحصيفة التي رسّخها جلالة الملك لتؤكد على حقيقة هامة مؤدّاها أن الدولة تحرص على متابعة رجالاتها الأوفياء ممن كانت لهم بصماتهم وانجازاتهم في مختلف ميادين العطاء، وتحت هذا الفهم الهاشمي المعمّق جاءت زيارة العيسوي للدكتور طبيشات الذي يعتبر واحدًا من رجالات الدولة رفيعي الشأن ومن الذين أسهموا في تعزيز وإسناد جهود تحقيق التنمية المستدامة والشاملة في وطننا الحبيب، وإذا كنا نجزم بحضور الدكتور طبيشات في وجدان القائد الأعلى فإن الذاكرة تقفز إلى بضعة سنوات مضت عندما شرّف جلالة الملك عبدالله الثاني الدكتور طبيشات بزيارة كريمة إلى منزله في محافظة اربد في لقاء ودّي أثنى فيه جلالته على جهود أبي محمد المخلصة التي بذلها طيلة سنوات خدمته للدولة عبر العديد من المناصب التي تقلّدها.
عرفنا الدكتور عبدالرزاق طبيشات عن قرب بحكم علاقات الجوار التاريخية التي تربطنا به، وكذلك من خلال رئاسته لبلدية اربد لثلاث دورات متتالية انتهت بانتقاله إلى عمان في مطلع تسعينيات القرن الماضي عندما أُسندت إليه وزارة الشؤون البلدية والقروية في حكومات طاهر المصري والأمير زيد بن شاكر وعبدالكريم الكباريتي وعلي أبو الراغب، وفي كل موقع شغله الرجل كانت عقليته تمثّل نهجًا خلّاقًا ومبدعًا وغير مسبوق في جملة من الأفكار التي وجدت دعم ومباركة جلالة الملك وأتوقف هنا على مشروع دمج البلديات مطلع الألفية الثانية والذي بذل الدكتور طبيشات من أجل تنفيذه جهودًا مضنية على مدار شهور وسنوات حتى رأى النور وكان مشروعًا رياديًا أُضيف إلى سلسلة الانجازات التي حققته الدولة في بواكير عهد الملك عبدالله الثاني.
إن استذكار محطات عمل الدكتور طبيشات ستبقى منقوصة ما لم تتم الإشارة الصريحة إلى المكتسبات التنموية التي حققها في مدينة إربد خلال ثلاث دورات متتالية كان فيها رئيسًا لبلدية اربد بعدما تم انتخابه من قبل المواطنين على اختلاف مستوياتهم الفكرية والعلمية وانتماءاتهم السياسية والدينية عندما استودعوا ثقتهم بالدكتور طبيشات ووجدوا فيه الشخص المناسب واصحب الهمّة العالية والبرامج الواضحة التي اتصفت بالواقعية البعيدة عن التنظير والتي حقق من خلالها طموحات وتطلعات أهل إربد التي استحقت وصف "عروس الشمال"، واليوم ورغم تعاقب السنين فإن الناس ما زالوا يذكرون لأبي محمد كل تلك الانجازات الكبيرة فضلًا عن حواراته المفتوحة مع المواطنين وعدم تردده في تقبّل آراء ومقترحات المواطن طالما كان مؤمًنا أنها أفكار تقود إلى تحقيق الصالح العام لمحافظة كبيرة كمحافظة اربد.
في الأول من تموز من العام الماضي تشرفت بلقاء الدكتور عبدالرزاق طبيشات في منزله في العاصمة عمان، وكان الحديث حول أهمية تفرغه لكتابة سيرة حياته وإخراجها في كتاب يتسع لكل تلك المحطات التي ذكرنا آنفًا، لأن في سيرة الرجل ما ينفع الناس ويمكث في الأرض ذلك أن الدكتور عبدالرزاق كان ذاكرة وطن يختزنها في عقله ويحفظها في قلبه، وفي مجموعة الأحداث التي كان شاهدًا عليها ما يشكل جزءا من تاريخ الدولة، وفي ختام ذلك كله فإن ما يحظى به الدكتور طبيشات من ثقة ومحبة وتقدير من العامة والخاصة سواء بسواء ليؤكد أن قيمة الإنسان تكمن بعطائه الصادق وبانتمائه الحقّ لدولته ونظامه.