المسؤولية المجتمعية واجب وطني على الجامعات
د.محمد البدور
29-06-2025 01:43 PM
بدأت عطلة المدارس، وما من بقعة من هذا الوطن إلا وفيها جامعة، وكلها تقول إنها صانعة الأجيال ورافدة الوطن بالأبطال. وهذا ما نفتخر به ونعتز، لطالما تعج رحاب الوطن بصروح العلم ومنابر المعرفة والتنوير الفكري والعلمي والانتماء الوطني.
في كل عام يتخرج في هذه الجامعات الآلاف من بناة الحاضر وقادة المستقبل، وكلهم نهلوا من منابع علمها. كما نهلت تلك الجامعات من جيوب أهلهم بما يكفي، أن بعضهم استدان أو اقترض أو باع ما قد يملكه من قطعة أرض ورثها أو حالفه الحظ بشرائها في عابر الزمان.
يبقى السؤال: ألا يدور في ذهن أصحاب تلك الجامعات، إذا كانت خاصة، ومجالس الأمناء في الجامعات الرسمية، أن هناك مسؤولية مجتمعية وإنسانية تجاه المجتمعات المحلية التي تحيطها أو تجاه طلبة المدارس الذين بدأت عطلتهم الصيفية ويمضون أوقاتهم في الشوارع والحارات؟
أليس بوسع هذه الجامعات أن يكون لها رسالة وموقف تجاه هؤلاء الطلبة، لطالما سيكونون غدًا طلابها؟ مثلًا، ما الذي يمنع أن تقدم هذه الجامعات دورات مجانية في اللغات والمهارات تعزز من قدرات هؤلاء الطلبة في الحياة؟
أليس بوسع هذه الجامعات أن تحقق شراكات صيفية مع بعض المؤسسات الرسمية، مثل إدارة مكافحة المخدرات، تستضيف من خلالها الجامعة مؤتمرًا تربويًا للتوعية بمخاطر المخدرات أو دورات وندوات تثقيفية تجنبهم السقوط ببراثنها؟
أليس بوسع هذه الجامعات أن تستضيف طلبة من المدارس في برامج للخدمة المجتمعية والبيئة، وتتكفل الجامعات بنقلهم وطعامهم وأجور تنقلاتهم وزيارتهم لاجل المشاركة ببرامج تطوعية للخدمة المجتمعية تعزز من أواصر الصداقة والعلاقة الإيجابية فيما بينهم وتعزز من الانتماء للوطن؟
أليس بوسع هذه الجامعات أن تساهم في التوعية الطلابية بما يدور حولهم من أحداث وصراعات ودور الأردن في نصرة قضايا العروبة وفي مقدمتها قضية فلسطين؟
عتبنا على قدر عزمنا واعتزازنا بجامعاتنا وغيرتنا على طلبتنا وأهل مجتمعنا. معاتبتنا لجامعاتنا أننا اليوم بتنا نحتاج بعضنا أكثر من أي وقت مضى، لطالما تلاطمت من حول أبنائنا الأفكار وكثر الفجار على وطننا، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مدرستنا ومعلمنا.
وبتنا نحتاج حماية أبنائنا الناشئين اليافعين من مخاطرها. وهذه مسؤولية وطنية على صروح العلم ومنابر الفكر والمعرفة التي يعج بها وطننا.
لا خير في مجتمع يتمتع فيه أهله بالأخذ أكثر من متعتهم بالعطاء.