في زمن تتكاثر فيه التحديات وتبهت فيه بعض القيم، ينهض رجالٌ يُضيئون المشهد العام بحضورهم الصادق، لا يلهثون خلف المناصب ولا تستهويهم العناوين، بل يحملون الوطن في أعماقهم ويخدمونه من مواقع العطاء الخالص.

ومن هؤلاء، الأستاذ الدكتور وائل التل، قامة أكاديمية ووطنية، وأحد الوجوه النزيهة والمضيئة في مشهد إربد الثقافي والاجتماعي.

الدكتور التل، أستاذ الدراسات العليا في جامعة جدارا، يتميّز بثقافته العميقة، وحكمته في الطرح، وهدوئه المحبّب في الحوار. لمسنا أثره في ساحات الجامعة، وفي فضاءات العمل التطوعي، خاصة من خلال حضوره الفاعل في مؤسسة إعمار إربد، حيث جمع بين الفكر والممارسة، وبين المعرفة وخدمة الناس.

حضوره في الندوات الوطنية، وآخرها في ديوان عشيرة حجازي، شكّل نموذجًا للانتماء الأصيل، إذ عبّر بكلمات مسؤولة عن دعم جهود القيادة الهاشمية في حماية الثوابت الوطنية، مؤكدًا أن الأردن عصيّ على الابتزاز، وشعبه لا يُراهن عليه إلا بالولاء.

ولا يقلّ أثر الدكتور وائل التل عن أثر النخبة التي تحيط به، من أصدقاء أوفياء ومثقفين ناضجين، يشكّلون معًا حلقة من الوعي والوفاء، قلّ نظيرها. هؤلاء الرجال لا يظهرون لمجرد المجاملات، بل لأنهم يؤمنون أن إربد تستحق أن تُدار بضمير أبنائها، وأن العمل العام لا يكون نزيهًا إلا حين ينطلق من محبة الناس والحرص على كرامتهم.

إنهم ليسوا فقط أصدقاء د. وائل التل، بل أصدقاء المدينة، وحملةُ وعيٍ لمرحلة تحتاج إلى رجالٍ من هذا المعدن.

وفي الختام، أقولها دون تردد:
الدكتور وائل التل قامةٌ علمية، ووجهٌ عشائري مشرف، ورجل دولة حقيقي… يستحق أن نحتفي به حيًّا، لا أن نندم على غيابه لاحقًا.