تنشط الدبلوماسية الروسية رغم أثقال الحرب في أوكرانيا لتوطيد علاقاتها بمنطقة الخليج العربي. سيما وان هذه المنطقة ذات علاقات وطيدة مع الولايات المتحدة. الا ان مصالح الدول تقضى ان تسعى للوصول إلى اية جهة دولية لاسيما اذا حظيت باالامكانات الاقتصادية والموقع الجيوسياسي الهام.كما هو منطقة الخليج.

وتحذو روسيا بذلك حذو الصين التى وطدت علاقاتها بالمنطقة قبل مدة عبر زيارة للرئيس الصيني الى السعودية حيث عقدت ثلاثة مؤتمرات هي قمة ثنائية مع السعودية وقمة صينية خليجية واخرى عربية روسية...

اذن روسيا والصين اخذتا تنشطان في المنطقة عبر تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين وتوقيع اتفاقات شاملة بين الجانبين وهذا يساعد ويرسل رسالة مؤداها ان الطرفين معنيان بخلق حالة موازنة في علاقات المجموعة الخليجية دوليا بين الغرب والشرق..

اقول ذلك اثر متابعتي لمؤتمر صحافي لوزير الخارجية السعودي ووزير الخارجية الروسي لافروف في موسكو بعد زيارة الأول لموسكو بحثا فيه توطيد علاقات البلدين وبحث ملفي القضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني

ما يهمنا ما ركز عليه الوزير السعودي الأمير فرحان حيث دعا إلى إقامة الدولة الفلسطينية ووقف اطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات ووقف التصعيد الذي تمارسه سلطات الاحتلال في الضفة الغربية..

وهذا القول ينفى ماتردده بعض الدوئر الصهيونية عن قرب التطبيع مع دول عربية بينها السعودية وسوريا. وهذا يؤكد ماكرره كبار المسؤولين السعوديين ان لا تطبيع مع السعودية قبل حل عادل للقضية الفلسطينية أما بالنسبة لروسيا فقد أوضح لافروف رفض بلاده للحل العسكري لموضوع البرنامج النووي وعدم جر المنطقة إلى مخاطر حرب أوسع بسبب البرنامج وضرورة حل الدولتين بالنسبة للقضية الفلسطينية

إن التعاون الخليجي مع روسيا وفتح المنطقة لها يأتي في إطار السياسة العربية القديمة بتبني الحياد الايجابي بوجه عام في عهد الحرب الباردة بين الغرب والاتحاد السوفيتي.

لا الخليج ولا العالم العربي يجب أن يتحول إلى حديقة خلفية وسوقا لسلع الغرب ونهب أموال العرب بالبلطجة. وهو ما يستدعي ان تقود الدول العربية المقتدرة موقفا عربيا موحدا في هذا الاتجاه