في زمن تتشابك فيه الأزمات وتتشظى فيه التحالفات، يبرز الأردن كواحة استقرار وعقلانية وسط محيط مضطرب. ويقف الملك عبد الله الثاني، بثبات القائد وحكمة الزمان، ليقود البلاد في لحظة مفصلية من تاريخ المنطقة، حيث التهديدات الإسرائيلية تتكشّف بوضوح غير مسبوق، وتتطلب استجابات دقيقة، حازمة، وذات بعد استراتيجي عميق.

لقد أثبتت القيادة الهاشمية مرة تلو الأخرى أن الحزم ليس غاية بذاته، بل وسيلة لرفاه الإنسان الأردني وصون كرامته. فالقرارات السيادية التي تتخذها الدولة اليوم ليست انعكاسًا لانفعال أو استعراض، بل نتيجة قراءة عميقة للمشهد الإقليمي، وتقدير دقيق للمخاطر التي تلوح في الأفق، خصوصًا تلك المرتبطة بالتصعيد الإسرائيلي المستمر.

وفي هذا الإطار، تحضر العلاقات الدولية للأردن كأداة فعالة للدفاع لا لارتهان. فالمملكة التي عرفت تاريخيًا بميزانيتها السياسية المتزنة، توظف اليوم هذه العلاقات بخبرة عالية لحماية سيادتها ومقدراتها، وتثبيت حقوقها التاريخية والدينية، خاصة في القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

إن التحديات التي تواجه الوطن تتطلب وعيًا شعبيًا متماسكًا، وجبهة داخلية صلبة. فالمرحلة تفرض التكاتف الكامل بين القيادة والشعب، وتعزيز الثقة بمواقف الأردن التاريخية، التي لم تتغير رغم تبدل المواقف الإقليمية والدولية.

فالمجتمع الأردني ليس جمهورًا في مدرجات السياسة، بل هو شريك فاعل، وجزء من معادلة الصمود والكرامة. وعي الناس اليوم هو خط الدفاع الأول، وهو ما تراهن عليه القيادة، وتعمل على دعمه وتعزيزه بكل الوسائل.

في النهاية، تبقى ثقتنا بالقيادة الهاشمية راسخة، ويبقى الأردن أقوى من كل محاولات النيل منه، لأن فيه قيادة لا تنام، وشعب لا يُكسر، وتاريخ لا يُزوّر.