إربد القديمة .. قلب المدينة الذي أُقصي عن القرار
د. حمزة الشيخ حسين
08-07-2025 01:22 AM
لم يكن قرار حل المجالس البلدية مجرد خطوة إدارية عابرة، بل محطة كاشفة لحالة عميقة من التهميش عانى منها وسط مدينة إربد، المدينة التي شكّلت عبر تاريخها نبض الحركة الوطنية والاجتماعية في شمال الأردن.
القرارات المركزية المتتابعة التي تُصاغ في العاصمة، بعيدًا عن نبض الشارع المحلي، أفضت إلى إقصاء تام لأبناء وسط إربد من التمثيل في المجالس البلدية والمحافظة، وكأن هذا الجزء العريق من المدينة قد أصبح خارج معادلة التأثير، وخارج حسابات المشاركة.
وسط إربد لم يكن في يوم من الأيام هامشًا، بل كان وما زال محور الذاكرة والتاريخ والعمل العام. فيه نشأت الشخصيات التي قادت، وخرجت المبادرات التي خدمت، وترسخت القيم التي شكلت هوية المدينة. التمثيل هنا ليس رفاهية سياسية، بل استحقاق نابع من شرعية الأرض والتاريخ والناس.
إن استمرار تغليب النزعة الفوقية في اتخاذ القرارات، دون اعتبار للخصوصيات المحلية، يُقوض فكرة اللامركزية، ويزرع الإحباط، ويُفرغ مفاهيم المشاركة الشعبية من مضمونها. إربد لا تحتاج إلى منحٍ أو استثناءات، بل إلى إنصاف، يعيد لأهلها الدور الطبيعي في بناء حاضرهم وصياغة مستقبلهم.
من قلب المدينة، نرفع الصوت عاليًا:
لن يُقصى من صنع التاريخ، ولن يُغيب من حمل الأمانة.
فإربد لا تُدار من بعيد، ولا تُقصى بقرار. إنها مدينة صنعت مجدها بنفسها، وستستعيد دورها بإرادة أبنائها..