facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التفريق بين الأزمات والكوارث والمخاطر


لانا ارناؤوط
09-07-2025 03:50 PM

يزداد العالم تعقيدًا وتشابكًا يوماً بعد يوم، تتعدد المفاهيم المستخدمة لوصف التحديات التي تواجه الأفراد والمجتمعات والدول. ومن أكثر المصطلحات تداولًا في هذا السياق مفاهيم الأزمات والكوارث والمخاطر، والتي غالبًا ما تُستخدم بشكل متداخل رغم اختلاف دلالاتها ومسارات التعامل معها. في هذا المقال، نوضح الفرق الجوهري بين هذه المفاهيم، لنضع أساسًا لفهم أعمق يساعد على الاستجابة الفعالة في وجه التحديات المتغيرة.

الأزمة هي حالة من التوتر الحاد والمفاجئ تهدد كيانًا قائمًا مثل دولة أو مؤسسة أو حتى فرد، وتتسم بالغموض وضيق الوقت والحاجة إلى اتخاذ قرارات سريعة ومصيرية. الأزمات لا تعني بالضرورة دمارًا ماديًا مباشرًا لكنها تمثل لحظة حاسمة قد تُفضي إلى تحولات كبرى. وغالبًا ما تبرز الأزمات حين تفشل الأنظمة في التنبؤ أو الاستجابة لموقف متصاعد، مما يجعلها بيئة خصبة لاتخاذ قرارات في ظل ضغوط عالية ومعلومات ناقصة.

أما الكارثة فهي حدث فعلي يؤدي إلى خسائر فادحة سواء في الأرواح أو الممتلكات أو البيئة، وتفوق قدرة المجتمع على التعامل معها ذاتيًا. الكوارث قد تكون طبيعية كالبراكين والزلازل، أو من صنع الإنسان كالحروب والتسربات الكيميائية. أهم ما يميز الكارثة هو حجم الدمار الذي تخلفه والذي يستدعي غالبًا تدخلاً عاجلاً من جهات خارجية سواء كانت محلية أو دولية. الكارثة قد تنتج عن أزمة لم تتم إدارتها بشكل صحيح، أو قد تؤدي إلى أزمات جديدة لاحقة مثل النزوح الجماعي أو انتشار الأوبئة.

أما الخطر فهو ليس حدثًا واقعًا بل هو احتمال لوقوع ضرر في المستقبل. يمثل الخطر مرحلة مبكرة في سلسلة الأحداث، ويتعلق غالبًا بالتنبؤ واتخاذ تدابير وقائية لتجنبه أو تقليل أثره. يتم تقييم الخطر بناءً على احتمال حدوثه وحجم الخسائر المتوقعة منه، وبالتالي يمكن اعتباره أداة للتخطيط المسبق. فالخطر لا يعني أن كارثة أو أزمة وقعت، بل يشير إلى وجود تهديد محتمل يجب الاستعداد له.

العلاقة بين هذه المفاهيم ليست منفصلة بل هي متصلة بسلسلة متتابعة تبدأ من الخطر كاحتمال، فإذا لم يُعالج أو يُدار جيدًا قد يتحول إلى أزمة، وإذا خرجت الأزمة عن السيطرة وتحولت إلى دمار واسع فقد تنتج عنها كارثة. على سبيل المثال وجود تشققات في سد هو خطر، تجاهل الصيانة وتضارب المعلومات حوله قد يولد أزمة، وإذا انهار السد وغمرت المياه المناطق المحيطة فإننا أمام كارثة بكل المقاييس.

فهم الفرق بين هذه المفاهيم ليس فقط ضرورة لغوية أو نظرية، بل هو عنصر أساسي في بناء سياسات فعالة للتخطيط والتأهب والاستجابة. فالتعامل مع خطر يتطلب تحليلًا وتخطيطًا، والتعامل مع أزمة يحتاج إلى إدارة ذكية وقرارات سريعة، أما مواجهة الكارثة فتتطلب تعبئة شاملة للموارد وتنسيقًا عالي المستوى بين الأطراف كافة.

إن التفرقة بين الأزمات والكوارث والمخاطر تساهم في رفع مستوى الجاهزية المجتمعية والمؤسسية، وتقلل من حجم الخسائر المحتملة عند وقوع الأحداث. كما أنها تعزز من قدرة الدول والمؤسسات على التعامل بفعالية مع المتغيرات، وبناء أنظمة مرنة قادرة على الصمود في وجه التحديات مهما كانت طبيعتها أو حجمها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :