إربد لا تطلب امتيازًا .. بل إنصافًا
د. حمزة الشيخ حسين
09-07-2025 07:41 PM
في الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة عن الشمولية والتمثيل المتوازن لجميع مناطق المملكة، يبرز في مدينة إربد صوت استياء واضح، مصدره أبناء العائلات والعشائر الأصيلة في وسط المدينة، الذين يشعرون أن هناك تجاهلًا متعمدًا يُمارَس بحقهم من قبل بعض الوزراء والمسؤولين.
ليس من المعقول أن يتم تجاوز المكونات الاجتماعية الأصيلة لإربد عند تشكيل عضوية كلٍّ من مجلسي المحافظة والبلدية، في وقتٍ تُمثَّل فيه جهات أخرى على حساب من كانوا وما زالوا من بناة المدينة وأعمدتها الأساسية.
ويزداد التساؤل حدةً حين يتكرر هذا التجاهل في مؤسسات الدولة الأخرى، وعلى رأسها مؤسسة التلفزيون الأردني، حيث لم يُعيَّن منذ سنوات أي شخصية من مدينة إربد في مجالس إدارتها، وكأن المحافظة – ثاني أكبر محافظات المملكة – خارج إطار الاعتبار الإعلامي والثقافي الوطني.
وما يُثير الدهشة أن هذا التجاهل يأتي في عهد معالي وليد المصري، الذي يُفترض أن يكون أكثر دراية بتركيبة المدينة وهموم أهلها، لا سيما أنه كان رئيسًا لبلديتها سابقًا، ويعرف تمامًا من هم أبناء وسط إربد، وما الذي قدّموه للوطن في كافة الميادين.
في المقابل، يعلّق أبناء المدينة آمالهم على دولة رئيس الوزراء جعفر حسان، الذي يحظى بسمعة طيبة واحترام كبير في الأوساط الإربدية، ويأملون بتدخله المباشر والعادل لفك هذا الجمود، وتصويب المسار قبل أن تتعمّق فجوة الثقة بين المجتمع والدولة.
إربد ليست مجرد محافظة، بل مدينة ذات تاريخ عميق وعمق وطني راسخ، تضم بين جنباتها عائلات عريقة، منها:
التل، ارشيدات، حجازي، عبندة، دلقموني، شرايري، خريس، حتاملة، أبو سالم، سكران، الشيخ حسين، كريزم، صبح، لمع، حيلواني، شبار، أبو سليم، شوتر، الجودة، الجمل، الملقي ، بيبرس، الرجّال، أبو دولة، جمعة، جيزاوي وغيرهم من العائلات التي يُشهد لها بالكفاءة، والانتماء، والخبرة، والتعليم العالي.
إن من غير المقبول أن تبقى هذه الأسماء الكبيرة خارج مواقع التأثير والقرار المحلي، في الوقت الذي يُمنح فيه التمثيل لأطراف لم تشارك في تأسيس الحياة المدنية في إربد، لا تاريخًا ولا خدمة.
وعليه، فإن نخبة من المثقفين والناشطين من أبناء وسط إربد بدأت بالفعل التحضير للقاء رسمي مع دولة الرئيس جعفر حسان، لعرض واقع التهميش، والمطالبة بإعادة الاعتبار لدورهم الوطني والاجتماعي في قيادة العمل المحلي، والمشاركة الفاعلة في رسم مستقبل مدينتهم.
إربد لا تطلب امتيازًا… بل إنصافًا.
ولا تسعى لهيمنة… بل تمثيلًا عادلًا يليق بتاريخها وأصالة أبنائها..