ديوان آل التل… كرم العشائر وصوت الوطن
د. حمزة الشيخ حسين
11-07-2025 11:37 AM
في مشهد وطني يعكس أصالة المجتمع الأردني وتماسكه، تجلّت قيم الكرم والبساطة والاحترام المتبادل في واحدة من المناسبات التي نظّمها أبناء عشيرة التل، والتي أظهرت مدى التزام العشيرة بعادات الضيافة العربية، وروح التنظيم والترحيب التي ميّزت أبناءها صغارًا وكبارًا.
من بين الحضور، الأستاذ الدكتور وائل التل الذي جسّد نموذجًا للأناقة والالتزام القيمي، بهيبته ولباسه العربي الأصيل، الذي يُجسّد انتماءه العميق لهوية العشائر الأردنية الأصيلة، ويرمز إلى الموروث الوطني الذي يعتز به الأردنيون.
لم يكن ظهوره شكليًا؛ بل كان أول المستقبلين وآخر المودّعين، حريصًا على الوقوف في آخر الصفوف احترامًا لضيوف عشيرته، مؤثرًا إياهم على نفسه، ومُصرًّا على أن يبقى واقفًا طيلة الوقت، لا يجلس إلا مضطرًا، وسرعان ما يُفسح مقعده لأحد القادمين الجدد.
مشهدٌ يختصر سيرة رجال إربد وشيوخها الذين عُرفوا بالتواضع والكرم الجمّ.
في سياق المناسبة ذاتها، حلّ دولة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عمر الرزاز ضيفًا في ديوان آل التل، حيث أطلق نداءً وطنيًا صريحًا، أعاد فيه التأكيد على الثوابت الأردنية الراسخة التي يجسدها جلالة الملك عبد الله الثاني في كافة المحافل الدولية، والمتمثلة في:
“لا للوطن البديل، لا للتوطين، ولا للمساس بالقدس.”
وأكد الرزاز أن هذه الثوابت لم تَثبت فقط في الداخل الأردني، بل أصبحت أساسًا يحترمه المجتمع الدولي، وركيزة لموقف عربي مشترك، انعكس في تصريحات العديد من الدول العربية والغربية، التي باتت تنظر إلى الأردن على أنه صوت العقل والاتزان في منطقة مضطربة.
ديوان آل التل، بحضوره الوطني ومكانته المجتمعية، كان شاهدًا على تجديد العهد بين أبناء الوطن وقيادته، وعلى التزام العشائر الأردنية بقضايا الأمة، وعلى روحٍ جامعةٍ تُجسد الأصالة والتقدم في آنٍ واحد.