facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المطبخ السياسي


د. عامر السبايلة
31-07-2011 05:23 AM


لم يكن الرئيس نيكسون يعلم عند اجتماعه مع اصدقاء له في مطبخ البيت الأبيض و بصورة غير رسمية لمناقشة امور قد تفيد و تؤثر في سياسات الدولة ان هذه العادة ستتحول الى مصطلح سياسي يعبر عن اجراءات تؤثر و بصورة واضحة في اتخاذ القرار السياسي. و بالرغم من ان مطبخ نيكسون لم يكن مطبخاً متناغماً بل كان مليئاً بالمشاحنات و الاختلافات لكنها و في النهاية كانت تترجم الى قرارات ذات تأثير كبير على السياسات العامة.

في هذه الأيام, قد تكون فكرة من هذا الطراز مع بعض التعديلات ذات اثر ايجابي, خصوصاُ اننا بأمس الحاجة لاستحداث سياسات تنهي مشاعر الاقصاء و التهميش و تشعر الأغلبية بقربها من عملية صناعة القرارات التي تمس حياتهم في النهاية. و قد يكون اشراك شخوص بصورة غير رسمية في التأثير على عملية صناعة القرار هو البداية الحقيقة لتأطير المرحلة القادمة و التي سيشعر فيها الناس –و بلا شك- بالحاجة للتعبير عن ارائهم و انخراطهم في عملية اتخاذ القرار السياسي. هذا الطرح قد يكون له اثار ايجابية سواء على الناس الذين سيشعرون بشعور الاندماج الايجابي, اوعلى دوائر صنع القرار و التي سيتم رفدها باراء و افكار نابعة من قلب الشارع الحقيقي و ليست مستوردة من نماذج مختلفة تماماً عن والواقع الذي نعيش . و قد يكون من المفيد استحداث فكرة المطبخ غير الرسمي المرافق لفكرة المطبخ الرسمي و الذي قد يأخذ صورة عدة و منها مجلس للأمن القومي او بنك للأفكار و السياسات و الذي سيلعب دور قلب الجسد الأردني النابض.

على صعيد اخر, و خصوصاً في الأردن, بات من الواضح ان التحولات السياسية المعاصرة بدأت تظهر رغبات الكثير من العموم بان يتابعوا عملية صناعة القرارات عن قرب, و يعلنوا نهاية حقبة اتخاذ القرارات في الغرف المغلقة و التي ادت الى حالة البعد و الجفاء بين الشعب و حكومته. فالروتين و الرتابة التي ميزت المراحل السابقة لم تساعد على بناء علاقة صحية بين الطرفين, و لابد من تجاوز هذه النتائج السلبية حتى نستطيع مواكبة هذه التحولات التاريخية و السريعة.

و بما ان حديثنا هنا ارتبط بفكرة مطبخ البيت الأبيض, فلا بد من التفكير أيضاً بأشكال و نماذج مثل هذه المطابخ. فالمطبخ المفتوح للعموم يمثل اليوم النموذج الأمثل الأقدرعلى لفت انتباه الناس و اسر أبصارهم منذ لحظة الوصول الى المغادرة. فعرض تحضير الطعام للحضور يكسر الملالاة و الرتابة و يضفي أجواءً من الفرح و السعادة و الأهم من كل هذا هو الراحة النفسية التي تنعكس نتيجة لرؤية و متابعة عملية اعداد الطعام بأدق تفاصيلها و كأن الزبون شارك في تحضير طعامه بنفسه, و هو بالنهاية الذي سيتناوله.

في الأردن قد يكون للاسقاط الجزئي لمثل هذه التجربة على طريقة اتخاذ القرار السياسي نتائج ايجابية. فهذه العملية ستضفي نوعا من الارتياح عند الناس نظراً لمتابعتهم الدقيقة للقرارات التي ستؤثر في حياتهم من جهة و من جهة اخرى ستقضي على أي وجود للاشاعة و التي تتصدر اليوم الساحة نظراً لغياب المعلومة الرسمية الحقيقية و الذي يؤدي في النهاية الى تأثير سلبي جداً على الرأي العام المشبع بالشائعات و القصص المختلقة. قد تكون هذه الخطوة الأولى على طريق التغيير العقلاني المنشود الذي سيؤسس للمرحلة القادمة و التي لا بد من ان تتخذ من الشفافية معياراً رئيسياً لها. و لكن لا بد من ان نتذكر دائماً انه لا يمكن ان يفتح أي مطبخ للعموم دون التأكد من نظافته التامة و الا كان وبالاً.

د.عامر السبايلة
http://amersabaileh.blospot.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :