facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




روح جديدة في إربد والحكاية بدأت من أول خطوة


المهندس سالم الخصاونة
14-07-2025 10:02 PM

إربد التي نحبها ونعرفها وننتمي إليها لم تكن يومًا مدينة عابرة ولا كانت نقطةً صامتة على خارطة الوطن بل كانت وما زالت نبضًا عميقًا في صدر الأردن وأصالةً متجذرة في ترابه وشموخًا يتكئ عليه تاريخه في كل معركة وفي كل ساحة وفي كل خطوة تقدّم لذلك لم يكن عجيبًا أن تعود إربد اليوم من جديد وأن تقف واقفة عز وفخار لتقول ها أنا ذا أعود لكنني أعود بروح مختلفة بروح يقودها الإيمان بالناس وبقيمة الأرض وبأهمية أن نكون نحن صُنّاع التغيير لا ضحاياه

البداية لم تكن شعارًا يُرفع ولا مؤتمرًا يُعقد بل كانت خطوة صادقة انطلقت من الميدان لا من المكتب من تراب الشارع لا من هواء المكيفات من وجع المواطن لا من تقارير مغلقة على الرفوف رجل اسمه عماد العزام دخل مبنى البلدية لا ليجلس خلف طاولة ولا ليُصدر تعميمًا بل ليقلب الطاولة على مفاهيم قديمة اعتادت الانتظار والخوف والتبرير

ومنذ اليوم الأول بدأت ملامح المدينة تتبدل لم يعد الصباح يشبه الأمس ولم تعد الأرصفة تنام على الفوضى ولم تعد الأسواق تعيش بلا نظام ولم يعد العامل يُهمل والمواطن يُتجاهل والعابر يُضايق بل عادت الحياة تدبّ من جديد في جسد المدينة وكأن شيئًا ما بدأ ينبض في عروقها وكأن يدًا رفعت عنها الغبار وأطلقتها من أسر التراكم والإهمال

العمال تحركوا في كل الاتجاهات لا يعرفون الراحة ولا يتوقفون عند التفاصيل الصغيرة لأن التفاصيل هي الصورة الكبرى ولأن النظافة التي عادت إلى الشوارع ليست إلا دليلًا على عودة الروح إلى جسد بلديّة كانت لوقت طويل تحاول أن تنهض لكنها لم تجد بعد من يمد لها اليد بقوة وإصرار وثقة

ومن داخل البلدية انفجرت طاقات العمل بإعادة الاعتبار للموظف المخلص ورفع المعنويات وتكريم الجهد والإبداع وفتح أبواب الإنجاز لمن يستحقها وغلق أبواب التسيّب أمام كل من ظن أن الوظيفة مجرد راتب أو توقيع أو روتين

أما الملفات الثقيلة التي تراكمت عبر السنين فكانت في قلب العمل لم تُؤجَّل ولم تُخفَ تحت الطاولات ولم تُدار بالحذر بل فُتحت بشجاعة ومسؤولية ملف الأسواق العشوائية التي كانت تُرهق المدينة وتُشوّه صورتها وملف الأرصفة المعتدى عليها التي فقدت دورها وحق المارّة فيها وملف البنية التحتية التي عانت الصمت لسنوات هذه الملفات لم تُطرح في اجتماع بل طُرحت على الأرض ونُفذت على الواقع وأُديرت بعقل لا يعرف التردد ولا يتعامل مع الوقت كترف

لكن الأجمل من كل ذلك أن العزام لم يتحدث وحده ولم يعمل وحده بل دعا الجميع للعمل ودعا أهل المدينة أن يكونوا شركاء لا متفرجين أن يكونوا جزءًا من البناء لا عائقًا أمامه أن يكون صوتهم ناقدًا لا ناكرًا أن يشاركوا في الحل لا أن يكتفوا بوصف المشكلة كانت دعوته صريحة وواضحة أن المواطن هو العمود الفقري لأي إنجاز وأن البلدية لا تنتصر وحدها بل تنتصر حين ينتصر الوعي العام حين نؤمن جميعًا أن مدينتنا مسؤوليتنا جميعًا

إربد اليوم تصنع قصة نجاح حقيقية عنوانها العمل ووسيلتها الإيمان وسلاحها الصدق والوضوح والطموح إنها ليست مجرد مدينة تتحسن بل مدينة تُبعث من جديد مدينة تُبنى بروح مختلفة بروح جماعية بروح لا تُدار بالأوامر بل بالأمل لا تُسيَّر بالقوانين فقط بل بالحب والانتماء والعطاء

فلنكن جميعًا جزءًا من هذه القصة فلنرفع رؤوسنا لأن مدينتنا تنهض من تحت الركام ولنمضِ معها لأنها تستحق منا الكثير ولنمنحها أيدينا وعقولنا وقلوبنا لنصنع معها ما يليق بها وما يليق بنا

ولنعلم جميعًا أن هذه البداية هي بداية مرحلة لا تتكرر مرحلة يقودها رجل لا يعرف المساومة على حق المدينة ولا يُجامل على حساب أهلها ولا يتوقف عند كل حجر يُلقى في الطريق بل يمضي لأن خلفه إرادة شعب يريد أن يرى مدينته في أبهى حُلّة وفي أعلى مكان

إربد بدأت تتنفس فلنعطها كل الهواء فلنعطها قلوبنا فلنعطها تعبنا وعرقنا وأحلامنا فلنجعل منها أيقونة النجاح في هذا الوطن وليكن هذا الزمن زمنها وهذا المشروع مشروعها وهذه القصة قصتنا جميعًا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :