تفريغ المسيحيين للصدارة طيبة رام الله!
هشام عزيزات
15-07-2025 09:33 AM
انتفض الملك عبدالله الثاني في كلمة له القاها نيابة عنه ثيوفليوس بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس بزيارة تضامنية لطيبة رام الله..، عن ما هو معهود به من روية وقراءة حصيفة لواقع الإقليم الذي يتدهور ساعة بعد ويوم يعقبه يوم مسجلا "ادانة اردنية هاشمية للاجرام الصهيوني" الذي يستعيد مجد المجازر والقتل والاغتصاب والقهر وإدخال الاهل في المجهول الذي ينال من سمعة البشرية بالخطأ وإلخطيئة وارتكاب المعصية .
وهذا لا ينطلق" الا من التزام خلقي سياسي روحي بالولاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية" وفي وقت تعرضت كنيسة الخضر ومقبرتها لاعتداء من سفاحي القرن واضرام النيران من قبل رعيان المستوطنيين في طيبة رام الله، "ليكون ذلك عدوان ممنهج" ويكون ذلك استعادة مجدولة لمشروع تفريغ المسيحيين في الشرق الميلي بالهمجية والاستقواء والاقصاء ... فكان تفجير كنيسة مار الياس في دمشق واعمال فوضى واجرام روحي متبادل في مصر والعراق والشام كأنه ايذانا لانطلاق المشروع الاستعماري التاريخي إلتجزئيي المعهود من جديد.
ولكون ملك الأردن الوارث للرسالة، الولاية.. ملتزم بمسؤوليته الوطنية بكل تشابكاتها تقاطعاتها، فلا يحول ذلك دون أن يكون على مقربة من الأهل غربي النهر، كما في غزة، والطحن الإنساني الوحشي لا يعرف حد ولا شفقة بوصوله لتجويع كبار السن والرضع والرغيف الاردني والوجبة الأردنية الساخنة وشربة المياه لا تسد رمق من عطش وجوع اللهم من رحم الانسانية، ما حدا به ان يقف موقفا قوميا وحدويا يمكن ان يعيد الوعي الإنساني المفقود ، مما تعرض له اهل طيبة رام الله وكنيستها ومقبرتها ، وربما في القريب سنسمع عن مسجدها ومراكز التوعية الروحية تندلع إلحرائق فيها ويتواصل الاقتلاع والتهجير والنفي، اي الترحيل عن اراض الأجداد والاباء تحت اي مسوغ هش قابل للموات، ولا هدف له إلا الأضرار بالسلم الاهلي .
فالمخطط من زمن التاريخ قبل الجلي، وما بعده ليتطلب الوضع الان كما صاغه الملك" بالحاجة لموقف دولي حازم وبالاخص التذكير بالإبادة الجماعية للاطفال"
وبما قدر لسيدنا الملك الهاشمي ،ان يذكر مؤسسات المجتمع الدولي" بأهمية وواجب منح الحماية للفلسطينين وهم ينتزعون اما بالإبادة والتهجير والتجويع وطرح النشاز الاجتماعي في العلاقات البينية بإثارة النوازع التقسيمية من كل شكل ومحتوى وهدف وأدوات من البيت الواحد تفعل فعلها المشين والمخرج العقلاني الإنساني "السعي الحثيث لاقامة دولتهم المستقلة"
الحادث الجلل في كنيسة الحضر، التي هي جوهرة دينية روحية تراثية ضاربة في القدم، تحمل بين جدرانها ،"القرون من العبادة والتاريخ والروحانية الواحدة" تشكل وتقض مضاجع سفاحي القرن من المتطرفيين اليهود الباحثين للان عن الهيكل المزعوم ومقولة شعب الله المختار الهايفة" لكونها الكنيسة المقبرة ورام الله المدينة الواحدة بكل اطيافها تعد تجسيدا حيا لايمان المجتمع وروحانيته ومراة لانصهار الثقافات والتقاليد والتوحيد في عالم متغير متقلب في كل شي.
الخضة الهزة في الضفة ليس فقط تقرأها في رام الله معقل السلطة الوطنية الفلسطينية، وهي تقود مشروع الإصلاح والتغيير والتجديد والوحدة.. هي مكملة لمشروع اجهاض المقاومة الفلسطينية الجديدة التي يعتمد عليها بشيطنتها لما تقدمه من انجاز، فحجب الاخبار عادة الإعلام العبري الذي يخفي هزيمته وتراجعه حضوره العسكري المزور، وفي زمن غزة البطولة، وغزة الدوحة وعواصم الإقليم الذي يحاول نتنياهو وترامب تسويف ومماطلة ابرام الاتفاق الاثيري.
والمقاومة في غزة لا تقدم التنازل، بل تحضر لمفاجأة ميدانية تعيد للمؤسسة العسكرية بعض من وعيها" ان كان لديها اي وعي" الا وعي القتل بدم بارد، ليخطط لجريمة طيبة رام الله المخطط لها من زاوية لفت الانظار وتعتيم المشهد تارة أخرى والذهاب إلى الوضوح المزيف تارة اخيرة الذي يراد له ان يضمن للجندي اليهودي التفوق والذي لا يقهر والاسبقية الاستخبارية والشجاعة الكاذبة وهو يهرول ويتبول، وكلها عكس ما يسرب عن هشاشة الكيان على وقع ٧ اوكتوبر.
كنا نقول هزة وخضة، لم تكن في الحساب دفعت مجلس إلكنائس وبطريرك المدينة المقدسة للكنيسة الكاثوليكيه وكل رؤساء الكنائس في القدس للاعتراف" بوجود ظروف صعبة يتعرض لها الوجود المسيحي من قبل الاحتلال" ليتسق مع عنوان المقال الذي خرج من الالم النازف اما من جسد او من كينونة مجتمع متجذر في الارض والتاريخ والماضي والحاضر والمستقبل الذي يراد اطفاء انواره مبكرا.
ان كان الملك عبدالله الثاني قد فضح مجددا مؤامرة التطهير العرقي التي تستنهض أدواته ليس في غزة بل في الضفة فدفعت كاهن جليل من الكهنة اللذين خدموا في بلدة الطيبة وهو الآن الأسقف المعاون للبطريكية اللاتينية في القدس وإلنائب البطريركية في الأردن المطران اياد الطوال ليدلي بدلوه "جراحنا تمتد لجراح الوطن النازف بسبب غياب العدالة وتفشي الظلم معتقدا انا الرجاء ليس من السياسة او الاقتصاد بل من العلاقة الحميمة مع الله لانه يقرر فينا الصمود، ونجد في الله سبحانه تعالى وحدة السلام الحقيقي الذي لا يعطيه العالم بل يمنحه الإيمان الواحد الموجه لانسان واحد وان اختلفت الاعتقادات والايمانات".
حكاية كنيسة الخضر وناسها في طيبة رام الله وفي هذه الأرض التي باركنا من حولها تعيد للاذهان تفريغ المكون المسيحي قهرا تعذيبا وبشتى الأساليب المشروعة واللاقانونية فتستدعي الحذر من مأمنه والنأي عن الكوارث ان امكنا ذلك.
هذا الذي يجري على مساحة الأمة، فيه استباحة السيادة وتدجين العقول وهندسة الطوائف في زمن المائة الثانية وخمس سنوات يملك الأردن رمزية العقل الواعي والقرار الحر والالتزام القومي والموت الذي يصنع الحياة..
وهي اذن رام الله المشروع الوطني الفلسطيني المستقل تمثل ما اتفق عليه بالسلطة الوطنية الفلسطينية وتوأمها الأردن الداعم والمساند ليجترعا اسطورة الصمود والبحث عن خلاص جديد! .