بعض الناس يعتقد أن وقوفه في خندق الموالاة وحدها هو في صالح الوطن وانه يخدم الوطن بذلك ، والبعض يعتقد أن وقوفه في جانب المعارضة وحدها هو لصالح الوطن وانه حامي الحِمى .
الطرفان في نفس الخطأ الذي يقف في خندق المعارضة بدون أن يكون عنده ولاء لوطنه وقيادته هذا يسمى خيانة للوطن وليس معارضة ، والطرف الآخر الذي يقف في خندق الموالاة دون أن يعارض الفساد أو أي تصرفات تسيء للوطن ومقدراته ولا نستمع منه الا عبارات التأييد وتبرير قرارات المسؤلين والاكتفاء بالثناء والمديح الغير موضوعي ، فهذا يسمى خذلان للوطن .
الأصل في أي إنسان منتمي للوطن أن يقف على الثغرين بعين واحدة في خندق الموالاة وخندق المعارضة بنفس الوقت ، لأن الوقوف على أحدهما دون الآخر ظلم بحق الوطن .
نستذكر حديثين للنبي عليه السلام لكلا الحالتين لمن يقف في خندق الموالاة او المعارضه وحدها ، عندما ذكر النبي عليه السلام قصة أصحاب السفينة الذين يسكنون في الطابق الارضي منها وكانو اذا ارادو ان يستسقو الماء لا بد ان يصعدو للطابق العلوي ، ففكرو بعمل خرق في السفينه من الطابق الارضي لهم لراحتهم، فقال عليه السلام تشبيها للمعارضه البناءه ( فان سكتو عليهم هلكو وهلكو جميعاً وان اخذو على ايديهم نجو ونجو جميعاً)
اما الموالاة الحق للوطن فان (حب الاوطان من الاديان ) والانتماء للوطن هو عقيده يجب ان تُغرس في قلب كل مواطن.
انتماؤنا وحبنا للوطن نعبّر عنه بطريقة قيادتنا لمركباتنا في الشارع ، بالحفاظ على الممتلكات العامه ومقدرات الوطن ، بالامانه الوظيفيه والعداله ، بالتميّز والابداع في العمل ، بالالتزام بالقانون ، بالدفاع عنه في كل المحافل العامه ، بالفداء له عند اي اعتداء عليه هذا هو الانتماء الخقيقي للوطن .
وهكذا نصل لبناء المدينه الفاضله .