هذه الكلمات سنودع بها الكثيرون ممن ساروا في هذا الوطن على دروب العطاء والإنجاز والشرف. وإنهم مروا من هنا، وإن رحلوا عن وظائفهم، لكنها تخلدت سيرتهم في مواقعهم. وإنهم بالأمس كانوا هناك، أولئك هم الخالدون بخلقهم الكريم وإخلاصهم وإنسانيتهم التي تركت ذكرهم الطيب وأثرهم الجميل.
طوبى لكل أردني هزت والدته سريره بيمينها، فهزت شجرة الخير بشمالها، فأسقطت ثمرًا يانعًا بيد ولدها. اليوم ترجل الفارس الأمني المغوار اللواء أنور باشا الطراونة عن صهوة جواده في جهاز الأمن العام، وإن رحل بقبعته العسكرية، سيبقى خالدًا بزيه الإنساني. وإن ارتحل عن مقعده العسكري، فقد حل ضيفًا عزيزًا مكرمًا على مجتمعه المدني الذي كان على الدوام حاضنًا لأبنائه العظماء الكرماء.
والحمد لله أن رحاب وطننا يعج بالشرفاء المنتجين الصالحين البارين. ونحن نعرفهم وقد خدموا الوطن وأهله بأمانة المسؤولية وإخلاص العمل بتقوى الله ورضاه.
أنور باشا، عرفته عن قرب صاحب الابتسامة العريضة والوجه الوسيم والثغر البسيم. وذاك الرجل صاحب الصوت الهادئ الهادف الذي ما كان لتأخذه بالحق لومة لائم، لكنه صاحب القلب الرحيم والعقل الحكيم بالحكم بين الناس.
نعم، ستخلده ذاكرة الزمان ودفتر الأيام، إنه رجل الأمن الذي لم يقهر ولم يقهر. وسيتخلد في ذاكرتنا أنه مر من هنا وكان هناك الرجل الصالح والقدوة الحسنة ومن خيرة الناس.
كفيت ووفيت باشا، وجزاكم الله خيرًا ومتعكم بموفور الصحة والعافية. ولكم منا كل المحبة والتقدير.