facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خيمة الأردن


فيصل سلايطة
16-07-2025 01:51 PM

الأردن، ذاك البلد الصغير في الجغرافيا، الكبير في النُبل والإنسانية، لا يملك فائض المال ولا يفيض عليه النفط، لكنه يفيض على العالم بالشهامة والمروءة. لا ترصده القوائم العالمية ضمن الدول المانحة، لكنه حاضر دائمًا في قوائم النجدة، في قوائم الضمير، في لحظات انهيار الجدران على البشر، لا يتأخر، لا ينتظر دعوة ولا يشترط مقابلًا. يكفي أن يصل النداء، ليحمل الأردني حقيبته، ويحمل معها تدريبه وقلبه وكرامته ويسافر إلى حيث الألم.

ليس سرًا أن الأردن بلد يعاني اقتصاديًا، بلد يزن كل دينار ويحسب كل خطوة، لكنه لا يبخل حين تكون الأرواح في خطر. سترى كوادره المدربة في إطفاء الحرائق في الغابات البعيدة، في البحث عن ناجين تحت أنقاض الزلازل، في السيطرة على فيضانات لم تجرف سوى بيوت الغرباء. ستجد الأردني في غزة يحمل ماءً ودواءً وضمادة، في درنة ينقّب بين الحجارة عن طفل، في سوريا يوزّع طمأنينة، في لبنان يرمم بالأمل، في فلسطين يسند الكرامة، وفي ساحل العاج، ضمن قوات حفظ السلام، لا يسأل من تحرس بلاده، بل يحرسها لأن الواجب لا يسأل عن الجغرافيا.

الأردن لا يرسل الأموال، بل يرسل القلوب المدربة على الصبر، والعيون التي تعرف كيف تبحث في الركام، والسواعد التي لا تُرهقها الحدود ولا تؤخّرها المسافات. لا يحمل الأردن على كتفه راية الشكر، ولا يسعى لأن يُشار إليه بالبنان، لأن الخير الأردني ليس دعاية، بل هو جزء من الهوية، من الكبرياء التي تربّت على معنى أن تكون عونًا وقت الحاجة، ولو كنت أنت المحتاج.

بعض الأصوات الجاحدة لا ترى هذا النبل، أو تتناساه. تتعامل مع عطايا الأردن وكأنها واجب أو دين، لكنها تجهل أن العطاء الأردني لا ينتظر التصفيق، لأنه حين يقدّم، إنما يقدم من فائض الروح، لا من فائض المال. الأردن لا يصطنع الإنسانية، بل يعيشها. هو الخيمة التي تُنصب في العراء لتؤوي من تقطعت به السبل، لا يسألهم عن أسمائهم ولا عن جنسياتهم، فقط يقول: "أهلاً بكم".

هكذا هو الأردن، يمنح بلا شروط، يحمي بلا مقابل، يساعد لا ليُقال عنه، بل لأنه لا يعرف غير ذلك. ومهما تقلبت الأحوال، سيبقى الأردن بلد الخير، الخيمة التي تحفظ الكرامة، واليد التي تمتد لا لتأخذ، بل لتمنع السقوط.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :