ما يجري في سوريا إهانة أخرى للمجتمع الدولي
د.محمد البدور
16-07-2025 08:49 PM
"اللي بعمله الحراث الإسرائيلي، بطيب للمعلم الأمريكي" – مثل شعبي يلخّص حال الشرق الأوسط في زمن السياسة الأمريكية المزدوجة.
رئيس الولايات المتحدة يخدع العالم بشعارات السلام، ووعود الاستقرار في الشرق الأوسط، لكنه في الوقت نفسه يُطلق الكلب الإسرائيلي المسعور لينهش في حقوق الإنسان، ولحوم الأبرياء، وسيادة الدول دون حسيب أو رقيب.
ما يجري في سوريا اليوم ليس صراعًا طائفيًا، بل حرب عصابات مأجورة، عميلة لإسرائيل، تستبيح الأرض، وتُمعن في القتل، وتُنفّذ مخططات أعداء الأمة. فالدروز، وهم من أقدم وأعرق مكونات الشعب العربي، لم يكونوا يومًا خونة لأوطانهم، بل كانوا دومًا أوفياء، أحرارًا، عصيّين على الانكسار أو البيع.
إنها حرب قطاع طرق، تمامًا كما هي حال بعض المرتزقة الذين خانوا الدم في غزة، أمثال ياسر أبو شباشب، ومن على شاكلته، ممن لا يخدمون إلا المشروع الاسرائيلي، ويعملون جواسيس له، تحت شعارات زائفة ومواقف مختلقة.
لكن، أين تركيا وماذا عن اصدقاء امريكا في المنطقة؟.
تركيا التي طالما ادّعت دعم الشعب السوري، والمطالبة برحيل النظام، ما سرّ صمتها الآن؟.
هل ضمنت حصتها في خرائط التقسيم؟.
هل طمأنتها إسرائيل بأن لها نصيبًا في غنائم سوريا المحطمة، مقابل صمتٍ مريب؟.
ما تقوم به إسرائيل من عدوان متكرر على سوريا هو جريمة دولية، لا تُغتفر، وقد أفقدت هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن آخر ما تبقّى من مصداقية وعدالة.
إسرائيل تنتهك السيادة السورية، تقصف أراضيها، تقتل أبناءها، وتستبيح محرماتها، في وقت تمر فيه البلاد بأصعب ظروفها، بعد نزيف سنوات من الحرب الداخلية، والقمع، والانهيار.
إن ما يجري في سوريا – كما في غزة – عارٌ على الإنسانية، وعلى كل مواثيقها وقوانينها ومنظماتها، وعلى ترهات عدالة لم تُنصف إلا القوي، ولم تحمِ إلا المجرم.
لقد أصبح من الواضح أن "النظام العالمي" الجديد، و"الشرق الأوسط الجديد"، لا تُحكمه القوانين الدولية، ولا المبادئ الأخلاقية، بل تحكمه شريعة الغاب، وقانون وادي الذئاب، حيث لا مكان للضعفاء، ولا حرمة للدم، ولا كرامة للشعوب.