لم يحصل ان فكر الإنسان الاردني يوما ان استقرار سوريا بات امرا حيويا للاردن ولكل مواطن نظرا للتجاور الجغرافي والترابط الاجتماعي والتشابك الاقتصادي والضرورة الامنية في مواجهة خطر مشترك يتمثل في المخططات الاسرائيلية المستهدفة لسوريا والاردن والمنطقة العربية كلها.
ولعل ما حصل في السويداء ودور تل أبيب واذنابها في الازمة هناك واضح جدا، اضافة للزحف الاحتلالي الاسرائيلي في الجولان وفي جنوب سوريا انما هي نذر الشؤم لسوريا وبلدنا معا وتجعل الاردن يتنبه لذلك خاصة منذ اليوم الأول الذي حدث فيه قيام نظام سياسي جديد في سوريا.
وقد تبنى الاردن بتوجيه ملكي للحكومة العمل بلا كلل لمد يد العون للاشقاء في سوريا بما يمكن من حماية استقرار الدولة السورية واستئناف تقديم كل الخدمات المتهالكة في البلد الشقيق وتوثيق العلاقات بين البلدين..
ولقد كشر الكيان الاسرائيلي عن انيابه في تدخله السافر بأزمة السويداء وعدوانه الجوي على أهداف عسكرية في دمشق لحمل دمشق على عدم انهاء الازمة ودعما كما يتذرع للمكون الدرزي الذي هو بأغلبيته الساحقة يؤمن بان سوريا وطنه وانه جزء صميمي من شعبها العزيز .
اجل.. لقد خلق الكيان الاسرائيلي وساهم في اشعال أزمة السويداء في سياق مخططه الرامي إلى تفتيت كيانات الدول خاصة المحيطة به لتحقيق حلم الكيان القديم وهو الهيمنة على المنطقة بإقامة إسرائيل الكبرى اذا استطاع لذلك سبيلا.
لقد لعب الاردن ودبلوماسيته دورا محوريا في الانتصار لخيار الشعب السوري في التغيير وارتفعت درجة التنسيق والتعاون إلى مستوى عال حتى بات الاردن اكثر دول الجوار العربي انخراطا في الدعم لسوريا واسنادا لها في عملية اعادة البناء وحفظ الاستقرار الداخلي.
وعلى البعيدين العربي والدولي، كانت سياسة الكيان وما تزال ترمي الى تقطيع اوصال العلاقات العربية واضعاف الدول العربية للاستفراد بالشعب الفلسطيني.. واليوم يعمل الاردن جاهدا على الاخذ بيد سوريا للخروج من الإرث الثقيل وبناء سوريا جديدة وقوية ستكون عونا للاردن أيضا في وجه الأخطار المشتركة لكليهما.