ارشيدات .. عشيرة الأصالة والسمعة الطيبة في قلب إربد
د. حمزة الشيخ حسين
23-07-2025 10:24 AM
في قلب مدينة إربد، وبين أزقتها العتيقة، نشأت عائلات شكلت ذاكرة المدينة وهويتها المجتمعية. ومن بين هذه العائلات، تتألق عشيرة ارشيدات، التي عُرفت بمواقفها المشرفة، وبدورها في الحياة الوطنية والعامة، وبسمعتها الطيبة التي تجاوزت حدود الحي والمدينة.
هي عائلة من وسط مدينة إربد القديمة، كما هي عائلتي. وما أكتبه عنها ليس تحيزًا لعلاقة شخصية، بل وفاء للحقيقة، وإنصاف لتاريخٍ نقي من العمل والأخلاق.
عشيرة ارشيدات أنجبت رجالاً ساهموا في بناء الدولة الأردنية، وتميزوا بالحكمة والنزاهة، وكانوا حاضرين في ميادين القضاء، والإدارة، والتعليم، والخدمة العامة. ومن أبرز هؤلاء، يبرز عصام ماجد ارشيدات، الرجل الذي يجمع بين الحكمة والهدوء، والتجربة والاتزان.
عرفته عن قرب، لا من خلال المناصب، بل من خلال جلسات الحياة اليومية، حيث كان دائمًا صاحب رأي رصين، وإنسانًا لا يتغير بتغير المواقع. يحمل بساطة الكبار، وهدوء الحكماء، ووفاء الرجال الذين لا يحتاجون إلى استعراض.
ولا أنسى صديقي وزميلي في الدراسة سهل ارشيدات، الذي كان أول جسور المحبة بيني وبين هذه العائلة، وبيتهم الذي كان مفتوحًا دائمًا، يعجّ بالألفة، ويشع دفئًا لكل من يدخله، بمن فيهم أنا حين كنت طفلاً ضيفًا بينهم، لكنني شعرت دومًا أنني واحدٌ منهم.
كما لا يفوتني أن أذكر الصديق المهندس خالد سالم ارشيدات، صاحب السمعة الطيبة، والحضور الهادئ المتزن، والذي يجسّد بأخلاقه العالية واحدة من أجمل صور هذه العائلة الكريمة.
عشيرة ارشيدات مثال للعائلة الأردنية التي لا تُقاس بحجم الألقاب، بل بعمق القيم وصدق المواقف. وحين أكتب عن عصام ماجد ارشيدات، فإنما أكتب عن رجلٍ يمثل جيلًا نقيًا من أبناء الوطن؛ جيل الكلمة المسؤولة، والموقف الهادئ، والرجولة الصامتة.
والجميل في الأمر أن ما بيني وبينه ليس مجاملة، بل توافق فكري وروحي، صنعته الحياة اليومية، وعمّقته الثقة، ورعته المحبة.
تحية لعشيرة ارشيدات، وتحية لرجلها الأصيل عصام ماجد ارشيدات، وللمهندس خالد سالم ارشيدات، ولكل من بقي وفيًا لاسمه، وتاريخه، وناسه..